الدبيبة يفشل في الحصول على دعم قطري لحكومته

  • 9/11/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يسعى رئيس الحكومة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة من خلال زيارته لدولة قطر إلى التخفيف من الارتدادات السياسية على حكومته، بالموازاة مع تسارع الخطى الأممية والدولية نحو تجاوز العراقيل لإجراء الانتخابات، وفي مقدمتها تشكيل حكومة جديدة موحدة لليبيين. الدوحة - لم يتوصل عبدالحميد الدبيبة، رئيس الحكومة الوطنية المنتهية ولايتها في ليبيا، خلال زيارته لدولة قطر إلى كسب موقف سياسي داعم لحكومته، حيث عبّر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن مساندته لقرارات مجلس الأمن الأخيرة ودعم بلاده الكامل للمسار السياسي الليبي. وجاء موقف قطر مخيبا لآمال الدبيبة، حيث عكس انسجاما مع موقف الغرب الذي يتحرك لتشكيل حكومة جديدة تشرف على إجراء الانتخابات. وعبّر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عقب لقائه بالدبيبة، عن مساندته لقرارات مجلس الأمن الأخيرة ودعم بلاده الكامل للمسار السياسي الليبي. منتصر الشريف: حكومة الدبيبة انتهت سياسيا ولم تعد الدول تراهن عليها منتصر الشريف: حكومة الدبيبة انتهت سياسيا ولم تعد الدول تراهن عليها ويقول مراقبون إن الموقف القطري من الأزمة السياسية في ليبيا يتعارض مع مصلحة الدبيبة ويمهد لإزاحته من السلطة، في وقت تتعرض فيه حكومة الوحدة الوطنية إلى انتقادات لاذعة بسبب سوء إدارتها للأوضاع وفشلها في إجراء انتخابات مؤجلة أصلا منذ ديسمبر 2021. وكان الدبيبة من خلال الزيارة إلى الدوحة، يمني النفس بكسر الجمود القائم في العلاقات الليبية – القطرية منذ ترؤسه للحكومة، وتحقيق مصالح سياسية بالحصول على موقف إيجابي يدعم حكومته المتخبطة في الأزمات. ويأتي ذلك في وقت أكد فيه المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي أنه اتفق مع النائب بالمجلس الرئاسي عبدالله اللافي على الحاجة الملحة إلى وضع الصيغة النهائية للإطار القانوني للانتخابات ومعالجة القضايا الخلافية من خلال حوار شامل بروح التوافق، وهو ما سيمكّن البلاد من المضي قدما نحو الانتخابات واستعادة الشرعية الشعبية لجميع المؤسسات، وسحب البساط من تحت قدمي الدبيبة. واستقبل الشيخ تميم، في قصر لوسيل الأحد، الدبيبة والوفد المرافق بمناسبة زيارته للبلاد. وشدد أمير قطر على موقف بلاده الثابت تجاه دعم وحدة ليبيا واستقرارها وتحقيق تطلعات شعبها نحو الاستقرار والتنمية. واستعرض الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه تنميتها وتعزيزها، ومناقشة مستجدات الأوضاع في ليبيا، حيث أطلع الدبيبة أمير قطر على أبرز التطورات في ليبيا، كما تمت مناقشة أبرز القضايا والمستجدات التي تهم البلدين. وأعرب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عن شكره وتقديره لدعم قطر المتواصل والدائم لدولة ليبيا وشعبها، فيما أكد أمير قطر من جانبه على موقف بلاده الثابت تجاه دعم وحدة ليبيا واستقرارها وتحقيق تطلعات شعبها نحو الاستقرار والتنمية. ويرى ملاحظون أن الدبيبة كان ينظر إلى الدوحة كوسيط يمكن أن يكون فعالا في مساندة حكومته، في وقت ترفع فيه مختلف الأطراف العربية والأممية أيديها عن حكومة الوحدة الوطنية لكونها أصبحت طرفا معرقلا للتسوية السياسية في ليبيا وإجراء انتخابات طال انتظارها. وأفاد أستاذ القانون الدولي والخبير في الشأن الليبي منتصر الشريف بأن “الموقف القطري يبدو طبيعيا وهي مسألة خارجة عن نطاق الدبيبة لأن الرجل فقد شرعيته الحكومية وحكم عليه بالإعدام السياسي”. وأضاف لـ”العرب”، “حكومة الوحدة الوطنية قُضي عليها سياسيا ولم تعد تراهن عليها الدول العربية والأجنبية، والجميع لم يعد يرى في الدبيبة طرفا قويا ويعوّل عليه في الانتخابات، وهذا ما يؤكد فشله السياسي”. هل يتعارض الموقف القطري من الأزمة السياسية في ليبيا مع مصلحة الدبيبة؟ هل يتعارض الموقف القطري من الأزمة السياسية في ليبيا مع مصلحة الدبيبة؟ وفي الحادي والثلاثين من أغسطس الماضي، أعلنت الولايات المتحدة وفرنسا دعم جهود المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا عبدالله باتيلي لتشكيل حكومة ليبية موحدة تشرف على الانتخابات، وأعرب المبعوثان الخاصان إلى ليبيا الأميركي ريتشارد نورلاند والفرنسي بول سولير خلال لقاء جمع بينهما في تونس عن “دعمهما لجهود باتيلي ودعوته إلى إنشاء حكومة تكنوقراط موحدة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية تدعم استقرار ليبيا”، وهو ما يشير إلى تحول واضح في موقف واشنطن بالأساس ومن ورائها باريس، واتجاه لسحب البساط من تحت قدمي الدبيبة. وسبق أن قال باتيلي في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي إن “تشكيل حكومة موحدة يتفق عليها الفاعلون الرئيسيون أمر ضروري لقيادة ليبيا إلى الانتخابات”، وتم النظر إلى ذلك على أنه انقلاب على موقفه السابق الداعي إلى الإبقاء على حكومة الدبيبة بعد إدخال تعديلات عليها بالتوافق مع مجلس النواب وقيادة الجيش. لكن الدبيبة يرفض تسليم السلطة، حيث سبق وأن أعلن أن حكومته ستستمر في أداء مهامها، معتبرا أن الحديث عن تسليم مهامها لحكومة أخرى هو “تضييع للوقت”. وهذه ثالث زيارة يجريها الدبيبة إلى قطر، حيث سبق أن زار الدوحة في أكتوبر 2021 ثم في سبتمبر من العام الماضي. وحضر المقابلة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، ورئيس الديوان الأميري الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، ورئيس جهاز أمن الدولة عبدالله بن محمد الخليفي، ووزير الرياضة والشباب صلاح بن غانم العلي، ووزير الدولة بوزارة الخارجية محمد بن عبدالعزيز الخليفي، وعدد من كبار المسؤولين القطريين. الدبيبة يمني النفس بكسر الجمود القائم في العلاقات الليبية - القطرية منذ ترؤسه للحكومة وتحقيق مصالح سياسية بالحصول على موقف إيجابي يدعم حكومته وحضرها من الجانب الليبي وزير الدولة لشؤون رئيس الحكومة ومجلس الوزراء عادل جمعة، والمستشار السياسي والأمني لرئيس الوزراء إبراهيم الدبيبة، ووزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، ووزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي، ووزير الرياضة عبدالشفيع الجويفي، وعدد من أعضاء الوفد الرسمي المرافق للدبيبة. ويأتي الموقف القطري مخالفا لأهداف تركيا في ليبيا، خصوصا وأن أنقرة دأبت على دعم حكومة الدبيبة سياسيا وأبرمت معها مذكرة تفاهم حماية لمصالحها. وسبق أن وقعت حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها اتفاقيات مع تركيا من بينها اتفاقية للتنقيب عن النفط والغاز، وهو ما أثار الجدل بشأن شرعية الحكومة وصلاحياتها. وأكد البرلمان الليبي أن أي “اتفاقية أو معاهدة أو مذكرة تفاهم يجري إبرامها من رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية مرفوضة وغير قانونية، نظرا إلى انتهاء ولاية حكومة الدبيبة قانونا وانعدام أي إجراء تتخذه حكومته منذ انتهاء ولايتها في الرابع والعشرين من ديسمبر 2021”. وكانت تركيا قد استفادت من انسحاب مختلف الدول المؤثرة في الملف الليبي، وخاصة انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا وعدم تحمّس الولايات المتحدة لرعاية حل ليبي – ليبي، لتتحوّل إلى قبلة لزيارات المسؤولين الليبيين الباحثين عن جهة دولية قادرة على جمعهم والاستماع إليهم وفرض تسوية عليهم، وكان من أبرزهم الدبيبة.

مشاركة :