'الزلزال' يطلق صرخة علمية ونداء للتآخي في وجه الكوارث

  • 9/12/2023
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في عام 1904، هز زلزال بلغت شدته 5.4 درجة على مقياس ريختر مدينة أوسلو، الأبحاث الحديثة تشير إلى وجود نشاط زلزالي مستمر في منطقة صدع أوسلو، مما يزيد احتمالية حدوث زلزال كبير في المستقبل، ما يعني انه يجب أن تأخذ السلطات المحلية والمجتمع المحلي هذه الإشارات بعين الاعتبار وتتخذ التدابير اللازمة للتأهب والاستعداد لمواجهة أي طارئ محتمل. استعدادات المدينة للزلازل تتضمن تعزيز البنية التحتية وتطوير إجراءات الإخلاء وتوعية الجمهور بكيفية التصرف في حالة وقوع زلزال، يجب أيضًا على الأفراد اتخاذ تدابير السلامة الشخصية والاحتياطات الضرورية للحفاظ على سلامتهم في حالة وقوع زلزال،  كما أن التوعية والاستعداد الجيدين يمكن أن يقللا من الأضرار المحتملة في حالة وقوع زلزال مستقبلي في أوسلو.  الاهتزاز المرعب الذي نشهده في الجزء الثاني من الإثارة النرويجية "الزلزال" ليس ناتجًا عن عوامل جيولوجية، بل هو اهتزاز نفسي. يتعلق الأمر بتأثير ما زال يُلاحق العالِم الذي نجا من تسونامي في الجزء السابق "ذا ويف"، والذي لا يجد دعمًا واعترافا عندما يحذر من احتمالية وقوع زلزال جديد، يُدعى هذا العالِم الجيولوجي كريستيان إيكجورد (كريستوفر جونر)، وما زال يعاني صدمة تأثره بالتجربة السابقة لدرجة أنه لا يستطيع حتى التحدث مع ابنته الصغيرة جوليا (إديث هاغنرود-ساند) عندما تزوره، يفتقر إلى أي طعام ليقدمها لها، ويسألها بشكل منفصل إذا كانت لديها حبيب بالرغم من صبرها وتفهمها، إلا أنه في النهاية يقرر إرسالها لزيارة والدتها، قائلاً لها: "لا يمكنني استقبال الزوار الآن". في اليوم الذي يصادف الذكرى السنوية لتسونامي الذي أسفر عن وفاة 248 شخصًا، يظهر كريستيان في برنامج تلفزيوني، يقدمه مذيعة جديدة جميلة وتعرف بأنها "مخصصة لقصص الشجاعة والرحمة"، يطمئن الخبير الحكومي (ستيغ ر. أمدام بدور يوهانس لوبرج) الجميع بأنه لا توجد مؤشرات على تكرار الحادثة،"نحن لا يمكن أن نعيش في حالة من الخوف" يقول، ولكن كريستيان يعلم أن هذا ليس صحيحًا، وهو غير مستعد لتصوير ما حدث كقصة توفر الارتياح. وفاة عالِم آخر تقوده إلى مؤشرات على أن زلزالًا كبيرًا قد يكون على وشك ضرب أوسلو يقرر العالِم الذهاب إلى منزله حيث يستعد للتخلص من الوثائق جميعهم التي كان يمتلكها مثل كريستيان، يمتلك العالِم غرفة خاصة تحتوي على رسومات وقصاصات على الجدران وخريطة على الأرض، هذه الخريطة تشير إلى أنه كان على حق في توقع الزلزال القادم. وفي الوقت نفسه، يحاول بطل القصة أن يتصالح مع زوجته إيندون، التي كانت متباعدة عنه وابنه الطالب الجامعي، يمر الوقت ببطء، ونشهد استعداد العائلة للأحداث المثيرة التي تقترب. تمضي معظم مدة الفيلم قبل حدوث الكارثة المتوقعة، مما يتيح للمشاهدين فهم الشخصيات وعلاقاتهم ببعضهم البعض، وعندما يقرر بطل القصة أنه حان الوقت لحلق لحيته الكثيفة التي اشتهر بها، نكون على موعد مع سلسلة من المؤثرات البصرية الرائعة والأحداث المثيرة التي ستبدأ. يُظهر فيلم الزلزال مهاراته في تقديم الكارثة بشكل مدهش، يتزايد تأثير الكارثة تدريجيًا مع إشعارنا بالخوف وتأثيراتها البسيطة في المراحل الأولى تكون الأكثر تأثيراً، يقول كريستيان لإيندون: 'ما سأخبرك به سيبدو غريبًا تمامًا'، ثم تنقطع الأنوار بسهولة في المبنى، تماماً كما سيحدث فيما بعد في جميع أنحاء المدينة عندما تؤدي جوليا عرض رقصها. بثقة تامة بأن شيئًا سيحدث، يترك كريستيان ماريت في السيارة مع جوليا، وينطلق للبحث عن إيندون، التي تعمل في مكتبها بالطابق 34 في ناطحة سحاب، تهرب جوليا من السيارة وتذهب ماريت خلفها، وهكذا، يجتمع الجميع في المبنى عندما يضرب الزلزال، كريستيان وإيندون في المصعد وماريت وجوليا في مكتب قريب يبدو أنه يكاد يكون عموديًا فجأة. يبرز تصميم الصوت في هذا الفيلم على نحو استثنائي، حيث يُظهر أهميته بجانب الصور البصرية الرائعة في توصيل إحساس بالفوضى، المخرج جون أندرياس أندرسن يفهم أن صوت كابل مكسور، أو نافذة مكسورة يمكن أن يكونا مخيفين بنفس قدرة انفجار عالٍ، زيادة على ذلك، أندرسن يظهر فهمًا قويًا للتصوير البصري من خلال صور متنوعة رائعة: نقطة ضوء من مصباح يدوي في النفق، وألوان حمراء في ممر المصعد، وبيانو كبير (في مكتب لسبب غامض) ينزلق فجأة على الأرض المنحدرة، على الرغم من قلة المشاهد ذات التأثيرات الخاصة مقارنة ببعض أفلام هوليوود، إلا أنها تُستخدم بذكاء وتكون مناسبة تمامًا للرعب. مثل العديد من أفلام الكوارث الأخرى، يشير هذا الفيلم إلى أن الهدف الرئيسي للكارثة هو التصالح العائلي اضافة الى الجانب الثانوي للاعادة الاعمار بعد الكارثة، اذ يتعامل مع كارثة حقيقية، حيث تهتز الأرض حرفيًا، ويسلط الضوء على ما إذا كان الأب قادرًا على التغلب على اضطراب ما بعد الصدمة لإنقاذ ابنته الصغيرة، ما يجعل من الصعب الاستمتاع بالفيلم كترفيه فقط بل اكثر كعمل ينتقد طريقة التعامل مع الكوارث.

مشاركة :