مع انطلاقة معرض الرياض الدولي للكتاب والذي يعد تظاهرة ثقافية معرفية في العاصمة الرياض، إضافة إلى أنه يعتبر الأعلى مبيعا وتوزيعا، حيث تعوض الكثير من دور النشر العربية خسائرها السنوية، وتحقق أرباحها العالية في سوق الكتاب في المملكة، ولعلنا نطرح التساؤل الآخر بعيدا عن الربحية والتسويق، ونقول هل أسهم معرض الرياض في رفع مستوى الوعي وخلق حراك فكري ثقافي جديد طيلة مشواره الحافل وهل تغيرت اهتمامات القارئ في المملكة؟ الكتاب السعودي كيف واقعه في السوق العربية كيف يراه المثقفون والكتاب؟ وما مدى تأثير حضور الكتاب في زيادة المخزون الثقافي لدى مرتادي ومتسوقي المعرض وما هي الكتب الأكثر تأثيرا في رفع مستوى الوعي كبير الناشرين العرب نبيل بن مروة مدير دار الانتشار العربي قال إن «اهتمامات القارئ السعودي واختياراته للكتاب تتغير بين فترة وأخرى وأن ذائقة القارئ تختلف اليوم عنها قبل ثلاث سنوات مثلا»، مضيفا أنه «ساهم معرض الرياض في تغيير اهتمامات القارئ الذي كان قبل خمس سنوات يهتم بالرواية كثيرا، فاليوم هو يهتم بكتب الفكر وهناك فسحة كبيرة بالمنشورات». أما القاص والإعلامي هاني الحجي قال إن «حسب رأيي أن الكتاب السعودي لم يمر بتغيير جذري يمكن أن نقول أنه تغيير أو حقق قفزة نوعية عن مساره خلال السنوات الماضية طبعا إلا بتغيير المواضيع التي تتناسب مع الفترة، وخصوصا فيما يتعلق بالأعمال الروائية والكتب التجميعية، والتي بدأت تأخذ مساحة، وكما يتزايد من إنتاج الكتاب السعودي بعضها كجانب توثيقي لشخصية كتب عنها أو لمناسبة وحدث أدبي وهذا لا يمكن التقليل من شأنه وبعضها أصبح تكرارا لما طرح سابقا»، مشيرا إلى أن «على صعيد المبيعات ومن خلال المتابعات مازالت الرواية تتصدر المشهد مع استمرار تراجع القصة وصمود الدواوين الشعرية، وعلى صعيد الكتاب النخبوي بدأ كتب السير والتاريخ تكتسح الساحة بقوة وتجد إقبالا منقطع النظير مقارنة بالسابق». ويؤكد الحجي أنه «مازال الكتاب النقدي الأكاديمي منغلقا على ذاته بعيدا عن مواكبة المنتج.وستقدم في المعرض كتب مقنعة كما وكيفا حسب معرفتي واطلاعي على بعض الكتب وهناك بعض العوائق للكتاب السعودي كالرقابة البيروقراطية، وازدياد منافسة وسائل التواصل الاجتماعي للكتاب عدم مواكبة هذا الكتاب بالنقد أو الاحتفاء من خلال القراءات والأمسيات». وأضاف «ولا تزال الرواية تسجل حضورها في زيادة المقروئية وزيادة الطلب عليها لكن الكتب الأخرى الفكرية والعلمية والسياسية، أيضا تسجل حضورها في المقروئية والطلب على الشراء، فلها جاذبيتها وسحرها لدى كل فئات القراء وتنوع اهتماماتهم، فلها بريقها الفني المؤثر، وستظل حاضرة هذا العام أيضا، فالمعرض تظاهرة ثقافية فكرية أدبي ومعرفية، حققت ومازالت تحقق المزيد من التطلعات المثمرة، وهو معرض سيراهن على رفع مستوى الوعي التراكمي».
مشاركة :