لا شك أن حصول «شركة الدرعية» على شهادة «LEED PLATINUM» المعروفة في مجال الاستدامة وتصاميم المباني من المجلس الأمريكي للمباني الخضراء (USGBC)، وذلك عن المرحلة الأولى من المخطط الرئيسي للدرعية، يعد إنجازاً سعودياً كبيراً، وخصوصاً أن هذه أول شهادة من نوعها يمنحها المجلس الأمريكي لمشروع في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يُعد تتويجاً للجهود والمعايير البيئية الملتزمة والتخطيط والتصاميم الحديثة والمستدامة التي يتم تطبيقها في هذا المشروع التاريخي. كما أن هذه الجائزة تعد اعترافاً مهماً من إحدى أهم المؤسسات العالمية الشهيرة، بالتزام مشاريع الدرعية ببناء مستقبل أكثر ذكاءً ومرونة وشمولية وبيئة عمل آمنة ومستدامة، فالدرعية أصبحت أنموذجا سعوديا، يحتذى به في هذا المجال، كما أن هذه الشهادة الدولية سلطت الضوء على نهج وخطط الاستدامة بالدرعية، في ظل الخصوصية والتفرد والعراقة التي تتميز بها، خاصة وأن المرحلة الأولى من المخطط الرئيسي للدرعية، اشتملت على مشروع فاخر متعدد الاستخدامات مدعوماً بمرافق ترفيهية وثقافية ومحلات تجارية وسكنية بمستويات تنفيذية عالمية المواصفات وأصيلة التصاميم، كما تم بناء هذه المشاريع وتصميمها حول الساحات العامة الرئيسية وبالقرب من الأماكن المفتوحة، إضافة إلى أن التصاميم الحضرية للمشروع توفر مناخاً معتدلاً، وفق تصاميم تراعي التوسع في المناطق المظللة واستقبال الرياح الباردة، بعيداً عن أشعة الشمس، إضافة إلى أن المشروع خال من السيارات، وهو ما يوفر مساحات واسعة للمشاة، ويعزز إجراءات الاستدامة. إن حصول شركة «الدرعية» على جائزة عالمية معروفة في مجال تحقيق وقيادة الاستدامة، خاصة وأن برنامج «LEED « للمدن والمجتمعات»، يوفر معايير عالمية وأساليب جديدة لقياس الأداء في مجال الاستدامة ليمنح «الدرعية» المكان والتأريخ فرصتها التأريخية لتقود بقية المدن السعودية نحو تحقيق رؤية المملكة بتحول مدنها إلى مدن مرنة وخضراء وشاملة وذكية في المستقبل القريب. السؤال الحلم: متى تحقق «المملكة» الحضور العالمي بمواصفات سعودية من خلال الفوز بهذه الجائزة العالمية؟ سيتحقق ذلك، إذا تم استثمار تجربة «الدرعية» حلماً وتخطيطا وتنفيذاً، بأن تتحول «جوهرة المملكة» إلى خارطة طريق لكافة مدن المملكة وتصبح «ورشة عمل» مفتوحة للمبدعين السعوديين الشغوفين بتأمل التجارب الوطنية الملهمة المتميزة واستلهام الرؤى الحالمة، لتُشع تلك «لجوهرة» إبداعا في مسيرة المدن السعودية لتحقيق مستهدفات رؤية 2030، وتصبح «الدرعية» التاريخ والمكان «أيقونة» تطوير لبناء الوطن الحلم، كما كانت في التاريخ القريب «أيقونة» القيادة والتأسيس لمملكة الإنسانية.
مشاركة :