يلعب المخ دوراً أساسياً في الحفاظ على حياة الإنسان وفي إدارة الوظائف الحيوية للجسم، لذا من المهم جداً الحذر من المواد التي تضرّ هذا العضو الحيوي. التدخين مـــتورط في انكماش المخ، لأنـــه يتــسبّب في حرمان خلايا الدماغ مــــن حصة كبيرة من الأوكسيجين. وفي هذا الإطار، كشـفت دراسة طبية أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا، أن التدخين في مرحلة المراهقة يؤدي الى تراجع المادة الرمادية في المخ ويجعلها أنحف، وكلما طال أمد التدخين تراجع حجم المخ أكثر. وتفيد دراسة لباحثين بريطانيين، بأن التدخين يؤثر سلباً في عقل الإنسان عبر إلحاق الضرر بقشرة الدماغ المسؤولة عن المهارات الأساسية، مثل الذاكرة والانتباه واللغة والوعي والتعلم والتفكير، وأشارت الدراسة التي أجريت على أكثر من 8 آلاف شخص تجاوزت أعمارهم 50 سنة، الى أن تأثير التدخين في المخ أقوى بكثير من تأثير زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم. وأكدت نتائج الدراسة أيضاً، أن هناك علاقة طردية بين التدخين وانخفاض مستوى الأداء في الاختبارات التي أجريت للذين خضعوا لها. ويؤثر التدخين في شكل قوي في المخ والجهاز العصبي، من خلال إثارته لتصلّب الشرايين، ما يعرقل تدفق الدم الى المخ، ولهذا يواجه المدخنون خطورة مضاعفة بالإصابة بالسكتة الدماغية التي قد تنتهي بمضاعفات وخيمة للغاية. لكن الخبر المفرح هو أن بحثاً حديثاً أشرف عليه باحثون من جامعة أدينبيرغ البريطانية، كشف أن المدخنين يبدأون في التعافي من أضرار التدخين على المخ فور إقلاعهم عن هذه العادة السيئة. أما إذا سأل متقدم في العمر: لقد قطعت شوطاً متقدماً في مشوار العمر، فما الفائدة من إيقافه؟ الجواب هو أن البحث أوضح أن التعافي من التدخين يحصل حتى بعد العقد السابع من العمر.