حضّت الأمم المتحدة الحكومة العراقية على اتخاذ «خطوات سريعة وملموسة لضمان مُستقبل الجماعات العرقية والدينية الأكثر عُرضة للتهديد والتهميش، والتي تشعر بأن وجودها مُهدّد في هذا البلد». وشددت المُقرّرة الخاصة لشؤون الأقليات ريتا إيجاك ندياي، بعد زيارتها العراق، على ضرورة «بذل جهود مكثفة لتحرير مئات النساء والفتيات اللواتي ما زلن في الأسر». وأشارت الى وجود حاجة الى حماية المقابر الجماعية». وأفاد الموقع الرسمي للبعثة الدولية في العراق «يونامي»، بأن «ندياي زارت بغداد لتقييم وضع الأقليات مثل البهائيين والمسيحيين والأكراد الفيليين والكاكائيين والصابئة المندائيين والشبّك والتُركمان واليزيديين والزردشتيين، الذين يكوّنون أقليات أو مجموعة من المكونات في البلد»، ودعت الحكومة الى «اتخاذ خطوات سريعة وملموسة لضمان مُستقبل هذه الجماعات». ولفت الموقع الى أن ندياي زارت العراق بين 27 شباط (فبراير) الماضي و7 آذار (مارس) الجاري، وشملت جولتها بغداد وأربيل ودهوك والمناطق المُحيطة بها، بما في ذلك مخيمات النازحين. وأضاف: «بسبب سنوات عدة من التهميش والصراعات والتوتر العرقي والديني والعمليات الإرهابية الأخيرة، بدأت المكونات تفقد الثقة في ما بينها وتفقد الثقة بالحكومة أيضاً. يجب إعادة بناء هذه الثقة مجدداً للحفاظ على التعدّدية في العراق والميراث الثقافي المُتفرّد»، وتابع: «في وقت عانت الطوائف في تاريخ العراق الحديث في ظل العنف الإجرامي لداعش، فإن الكثير من الجماعات العرقية والدينية الأصغر تحملت العبء الأكبر من العنف والمجازر، وقد نزح الآلاف منهم من بيوتهم. إن تلك الجماعات تشعر بأنها فئات مُستضعفة ومُهملة، والكثير منها يتساءل عن جدوى وجوده في هذا البلد». وأوضح أن «ندياي تحدثت مباشرةً مع ممثلي الأقليات، الذين وصفوا تأثير العنف والنزوح في طوائفهم. وقد استمعت الى قصص عن المجاعة والإذلال والعنف الجنسي ضد النساء الإيزيديات اللواتي سُبين، وإنه لشيء مؤلم أن في مهد الحضارة وفي القرن الحادي والعشرين أسمع شهادات عن عمليات قتل مُستهدف وعبودية وأسواق تُخصص لبيع النساء وشرائهم في شكل يُماثل بيع وشراء علبة سجائر»، وزاد: «يجب أن يُحاكم الجُناة أمام العدالة لإنهاء معاناة هذه الأقليات الضعيفة»، ودعا الى «بذل جهود مكثفة لتحرير مئات النساء والفتيات اللواتي ما زلن في الأسر».
مشاركة :