نكتب اليوم عن طالب آخر من طلبة الكويت الأوائل في الولايات المتحدة الأميركية، وهو الأستاذ عبدالرزاق بن محمد ملا حسين التركيت. لكن قبل أن أتحدث عنه، أود أن أوضح للقراء الكرام أنني مقصِّر في البحث والسعي للحصول على المعلومات، لذلك هناك شخصيات لم أستطع الحصول على معلومات عنها، رغم أنها سافرت إلى أميركا مبكراً، وربما قبل بعض الشخصيات التي سأكتب عنها، وفي نفس الوقت هناك شخصيات كتبت لي بإسهاب واهتمام منذ أكثر من عشر سنوات، وأنا ما زلت أحتفظ بمعلوماتها، ومن غير اللائق أن أتجاهلها. لذلك، فإنني أعتذر لمن لم أستطع التواصل معه، وأتمنى أن أستطيع يوماً ما إنصافه والكتابة عنه. وفيما يتعلق بعبدالرزاق ملا حسين، فقد زوَّدني- مشكوراً- بمعلومات مفصَّلة وصور جميلة عن حياته كطالب في أميركا. وطبقاً للمعلومات التي وصلتني منه، فإنه سافر إلى أميركا عام 1957، بعد أن أكمل دراسته الثانوية بثانوية الشويخ، وكان عُمره حينها 17 عاماً. في أميركا، بدأ دراسته بكلية في مدينة بيكرزفيلد بولاية كاليفورنيا، ثم انتقل بعدها إلى جامعة كاليفورنيا بمدينة بيركلي، ودرس بها إلى حين تخرجه فيها بتخصص هندسة بترول في يناير 1963. يقول الأستاذ عبدالرزاق: «لا يمكن أن يتصور الفرد النقلة الكبيرة التي حصلت لي، كوني أحد أفراد المجموعة المكونة من 9 خريجين بثانوية الشويخ من مجتمع محافظ بسيط في الإمارة الكويتية الصغيرة عام 1957 ليدخل عالماً كبيراً في دولة شاسعة منفتحة عظمى بمستوى معيشي يفوق بمرات عديدة ما عشناه في الكويت». ويتحدث أيضاً عن أنه يتذكر دائماً ما يكلفه قص شعر الرأس في الكويت، وهو مبلغ نصف روبية، مقارنة بما يلزم سداده للحلاق في أميركا، وهو مبلغ 5 دولارات، أو ما يعادل 25 روبية. ويضيف أنه وزملاءه أسسوا صداقات مع الطلبة العرب والأميركيين بالمحيط الدراسي وخارجه، واصفاً الفرد الأميركي بأنه منفتح وشغوف للتعرف على الأجانب. ويذكر أنه لا يزال متواصلاً مع بعضهم، بعد مرور ما يزيد على نصف قرن من الزمن. أما عن مسيرته المهنية، فقد بدأ كمهندس بترول في شركة نفط الكويت في أبريل 1963 حين كانت الشركة تتألف من ثلاثة شركاء، هم: الكويت، وشركة جلف الأميركية، وشركة بي بي البريطانية. وفي عام 1965 انتقل للعمل بإدارة شؤون النفط التابعة للحكومة الكويتية في الأحمدي، لكن هذه الإدارة انتقلت بعد حوالي ثلاث سنوات إلى مدينة الكويت، بعد ضم شؤون النفط إلى وزارة المالية والنفط. وقد أمضى الأستاذ عبدالرزاق عدة سنوات هناك تقلَّد خلالها مناصب عديدة كرئيس للمهندسين بدرجة وكيل وزارة مساعد عام 1973، بعدها انفصلت شؤون النفط عن المالية عام 1976، وحينها أصبح وكيلاً مساعداً للشؤون الفنية، ثم وكيلاً للوزارة بالتكليف، إضافة لعمله الأساسي. وبعد تأسيس مؤسسة البترول الكويتية عام 1980 عُيِّن نائباً لرئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب للتخطيط والشؤون المالية والإدارية، واستمر بعمله حتى تاريخ استقالته في 31 أكتوبر 1993.
مشاركة :