بدأت قبل ثلاثة أسابيع سلسلة من المقالات عن أوائل الطلبة الكويتيين الدارسين في الولايات المتحدة، لكنني اضطررت إلى إيقاف الموضوع مؤقتاً، بسبب الحاجة الطارئة لكتابة سلسلة مقالات «هل ننسى دورهم؟». واليوم نستأنف مقالات أوائل الطلبة في أميركا، حيث كُنَّا قد تحدَّثنا من قبل عن ثلاثة طلاب، أولهم وصل إلى أميركا عام 1947 وهو حامد السيد محمد الرفاعي، وبعد عدة سنوات لحقه محمود خالد العدساني، وأحمد عبدالوهاب النقيب. أما شخصية اليوم، فهو العم راشد عبدالعزيز الراشد، أطال الله في عُمره، الذي حصل على شهادة البكالوريوس في تخصص إدارة أعمال من جامعة أميركية عام 1957، مما يعني أنه بدأ الدراسة هناك قبلها بخمس سنوات تقريباً، أي عام 1952، وهو نفس العام الذي بدأ الدراسة فيه كل من العدساني والنقيب. لذلك، يمكننا القول إن ثلاثة من الطلبة الكويتيين بدأوا الدراسة بأميركا في نفس العام، وهو عام 1952، وهم: العدساني، والنقيب، والراشد، لكنني لم أستطع أن أحدد بشكل أدق من هو أسبق من الآخر. ويبدو أن العم راشد، الذي حصل أيضاً على شهادة الماجستير من أميركا عام 1959 في نفس التخصص، كان يدرس على نفقة والده، رغم أن دائرة المعارف سبق أن أوفدت طلاباً عديدين للدراسة في أميركا على نفقة الدولة. والعم راشد هو ابن المرحوم عبدالعزيز عبدالمحسن الراشد، أحد تجار الكويت المعروفين، وكان مشهوراً بشجاعته وإقدامه، إضافة إلى أنه كان عضواً في مجلس الأوقاف عام 1935، وعضواً في مجلس الصحة عام 1939، وكذلك المجلس البلدي في الفترة من 1960 - 1963. أما العم راشد، من مواليد عام 1934، فله تاريخ حافل بالإنجازات المتميزة، فقد بدأ حياته المهنية مع بلدية الكويت، ثم انتقل إلى دائرة الأشغال، ثم عُيِّن مساعداً لسكرتير الدولة، وهو منصب في الديوان الأميري معني بالشؤون الخارجية قبل استقلال الكويت. وبعد تأسيس وزارة الخارجية، كان من أوائل العاملين بها، وتقلَّد مناصب عديدة فيها، كان أولها مديراً للشؤون السياسية، ثم انتقل إلى نيويورك، ليكون أول ممثل دائم للكويت في الأمم المتحدة حتى عام 1967. تقلد العم راشد أيضاً منصب وكيل وزارة الخارجية، ووزير دولة لشؤون مجلس الوزراء، ومناصب أخرى. إضافة إلى ذلك، فهو رجل رياضي له إنجازاته في هذا المجال، فهو من لاعبي كرة القدم بفريق الجزيرة قبل تأسيس الأندية الرياضية بالكويت، وكان عدَّاءً ناجحاً شارك في سباقات متوسطة وطويلة، وفاز بالمركز الأول في عدة بطولات بهذا المجال عندما كان طالباً بالجامعة الأميركية في بيروت، وأيضاً عندما كان طالباً في أميركا. هذه نبذة مختصرة عن أحد الطلبة الكويتيين الأوائل في أميركا، وإلى لقاء مع طالب آخر في الأسبوع المقبل إن شاء الله.
مشاركة :