إمام الحرم المكي: المنهج الإسلامي واضح في "السلم والحرب"

  • 3/11/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد خطيب الجمعة في الحرم المكي الشيخ الدكتور أسامة خياط، أن تقوى الله هي أفضل ما اعتدَّ به المرءُ في قطع أشواطِ الحياة، بمنْأًى عن العِثار، ومنجاةٍ من الأوضار والأوزار؛ مشدداً على أن منهج الإسلام رَسَم الطريق للأمة في وقت السلم ووقت الحرب.   وقال "خياط": "ولئن تتابعت النعم، وترادفت المنن، وتكاثرت الآلاء فكانت غيثاً مدراراً لا ينقطع هطوله، وفيضاً غامراً لا يتوقف تدفقه، عطاءً كريماً من ربنا الكريم، وتفضلاً منه على عباده".   وأضاف: "النعمة الكبرى التي لا تعدلها نعمة، والمنة العظمى التي لا تفضلها منة، هي بعثة هذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه بالهدى ودين الحق؛ ليُخرج الناس برسالته من الظلمات إلى النور، ويهديهم به سبل السلام؛ فكانت رسالته صلوات الله وسلامه عليه رحمة للخلق جميعاً، عربيهم وأعجمهم، أسودهم وأبيضهم، ذكرهم وأنثاهم، إنسهم وجانهم".   وأردف: "بعثته عليه الصلاة والسلام في الإنسانية المتحضرة حياة جديدة؛ حيث عمد إلى الذخائر البشرية، وهي أكداس من المواد الخام لا يعرف أحد غناءها، ولا يعرف محلها، وقد أضاعتها الجاهلية والكفر والإخلاد إلى الأرض؛ فأوجد فيها الإيمان والعقيدة، وبث فيها الروح الجديدة".   وتابع: "من جوانب هذه الرحمة العامَّة الشاملة في رسالة هذا النبيّ الكريم صلوات الله وسلامه عليه، لَتَجِلّ عن الحصر، وتربو على العدّ؛ غيرَ أنَّ مِن أظهرِ تلك الجوانبِ وأعظمِها دلالةً على هذا المعنى، وتصديقاً له، وبرهاناً عليه، ما جاءت به هذه الرسالةُ من عنايةٍ ظاهرة لا نظيرَ لها، من عنايةٍ بحفظ الأرواحِ، وصيانةِ الدماء، وعصمةِ الأنفس، تلك العنايةُ التي لم تكن مقصورةً على أهلِ الإسلام فحسب؛ بل شملت غيرَهم".   وقال "خياط": "من أوضَح الدلائل على هذه العناية؛ ذلك المنهاجُ النبويّ الفذّ المتفرّد الذي رسمه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وأمرها بالأخذ به، ونهاها عن المخالفة عنه، وتعدي حدودِه في وقت السلم والحرب على حدٍّ سواء".   وأردف: "أمَّا في السلم؛ فقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام الترهيبُ الشديد، والوعيد الصارخُ، لمن قتَل المعاهدَ وهو الرجل من دار الحرب يدخل دارَالإسلام بأمانٍ من المسلمين".   وتابع: "أمَّا في حال الحرب؛ فإنَّ في وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لقادةِ جيوشِه، وأوامرِه لهم عند عَقد الأولوية، ما لا يحتاج إلى بيان، ولا يفتقر إلى برهان؛ إذ هو يُقيم الشواهدَ على أن للدماء حرمتَها، وللأنفس والأرواح قيمتَها؛ فلا يصحّ أن تُترَك نهباً للاجتهادات، المبنية على الآراء والظنون والتأويلات، التي لا يسندها علمٌ ولا هدًى ولا كتاب منير".

مشاركة :