صدر حديثاً كتاب «نبض الخنساء في قلب ميّ: حزن وطرب في أشعار نساء العرب» للأستاذة سارة بنت عبدالله الخزيّم، ومادة الكتاب مجموعة منتقاة من أشعار المرأة العربية وأخبارها، فقد تبوأت المرأة مكانة مرموقة في قول الشّعر على مدار العصور، وشاركت الرجل بحسن شِعرها واتزان قولها وإجادتها في قول الشّعر، والتعبير عن هويتها الأنثوية ووجودها الإنساني. ومادة هذا الكتاب قد اعتمدت في جمعها على طائفة من المصادر القديمة والحديثة، وحرصت المؤلف على توثيق المتون الشّعرية من مصادرها، وأثبتت ذلك في هوامش الكتاب، وفهرس المصادر والمراجع، كما حرصت على أن تكون الاختيارات منتقاة انتقاءً مدروساً وهادفاً ومفيداً. وتم اختيار (6) شاعرات من العصر الجاهلي لكل واحدة منهن سمة بارزة، ووقفت وقفة لطيفة مع (7) شاعرات من العصر الأموي والعباسي، وعدد (8) شاعرات من الأصوات النسوية الأندلسية، واختارت من العصر الحديث مجموعة من الشاعرات العربيات من الوطن العربي الكبير خاصة شاعرات الرعيل الأول اللواتي حملن لواء النهضة الأدبية، وأسهمن في تكوين الثقافة العربية. وقد قامت المؤلفة بعرض مجموعة من الشاعرات المعاصرات في المملكة العربية السعودية، فقد تركت المرأة السعودية الشاعرة بصمات واضحة على الساحة الأدبية، فعبرت عن ذاتها ومجتمعها، ووجودها الإنساني، وما زال الإبداع النسوي سائراً في طريقه، كماء نهر عذب منهمر يحمل في طياته مقومات الشاعرية. وقد قام الفنان عثمان الخزيم بعمل لوحة الغلاف، وتقول الأستاذة سارة الخزيّم: «هذا الكتاب، هو أمنية كان الخاطر يتمناها، وجدت وقتها مع هذا العام 2023م حين وافق مجلس الوزراء على إطلاق اسم (عام الشّعر العرب) على هذا العام. وهو مجموعة منتخبة من أشعار المرأة العربية وأخبارها من مختلف العصور، ولا يخلو من فائدة فريدة وحكمة مفيدة ورشيدة، وقد جاء عنوانه مفتوحاً؛ ليكون سفراً جامعاً للزمان والمكان والأجيال، وحرص وأنا أخطط له على إبراز ما تميزت به كل شاعرة من سمة أو فضيلة عُرفت بها، ولا سيما في العصور الأولى، وأن أقدم نماذج متنوعة ومختلفة من الأداء الشّعري، مع إبراز ما يحمله النموذج الشّعري من قيم إنسانية، فالقيم غاية الشّعر بكافة أنواعه وأشكاله، وعليها تُبنى الحياة الإنسانية».