مقابلة: باحث كيني: ممارسات الهيمنة الأمريكية لم تعد قابلة للاستمرار مع تشكّل ملامح نظام متعدد الأطراف

  • 9/16/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ذكر باحث كيني أن سعي الولايات المتحدة للهيمنة العسكرية والاقتصادية والسياسية لم يعد قابلا للاستمرار مع ظهور نظام متعدد الأطراف أكثر إنسانية، شكّله إلى حد كبير الجزء الأكبر من الجنوب العالمي. وقال حسن خانينجي، مدير معهد هورن إنترناشيونال للدراسات الإستراتيجية، وهو مؤسسة فكرية معنية بالسياسات مقرها نيروبي، إن تقرير "جذور وحقائق ومخاطر الهيمنة العسكرية الأمريكية" الذي أصدره مؤخرا معهد ((شينخوا))، وهو مركز الأبحاث التابع لوكالة أنباء ((شينخوا))، تتبع جذور الهيمنة العسكرية الأمريكية، واستكشف كيف واصلت أمريكا هيمنتها العسكرية وحافظت عليها وقامت باستغلالها، وسلط الضوء على مخاطر ممارسات الهيمنة التي ينتهجها هذا البلد. وذكر خانينجي أن نزعة المغامرة العسكرية في الخارج لدى أمريكا ودفعها نحو سياسات اقتصادية نيوليبرالية تركت العالم أكثر استقطابا، مشيرا إلى أن الأحادية الجامحة التي اتبعتها الولايات المتحدة بعد نهاية الحرب الباردة قبل أكثر من ثلاثة عقود خلقت أزمة سياسية واقتصادية خطيرة في الجنوب العالمي، وخاصة أفريقيا. ووفقا لخانينجي، ساهمت نهضة الصين في استقرار النظام متعدد الأطراف، وهو ما أثار استياء واشنطن التي تسعى بشكل طائش إلى الهيمنة الأحادية باستخدام القوة العسكرية والاقتصادية. وقال لـ((شينخوا)) في مقابلة أُجريت معه مؤخرا إن "نهضة جمهورية الصين الشعبية أتاحت فرصا وقدمت بدائل لأفريقيا والجنوب العالمي". وسلط خانينجي الضوء على أن مبدأ الرخاء المشترك كان سببا في تقريب الصين من الشعوب الأفريقية والجنوب العالمي الأكبر، وسط فترة راحة من عقود من الهيمنة المتفشية التي مارستها القوى الغربية. وقال إن الصين برزت بوصفها اللاعب الاقتصادي الأكثر إستراتيجية في أفريقيا، محطمة الوضع الراهن القديم والأعراف التخريبية التي تتبناها القوى الاستعمارية من الغرب، في الوقت الذي يتراجع فيه نفوذ الولايات المتحدة على الساحة العالمية بصورة سريعة، مشيرا إلى حالة انعدام الأمن المنبثقة عن أحدث محاولة تقوم بها القوة العظمى لاحتواء بلدان أخرى باستخدام تكتيكات غير تقليدية مثل التضليل. وأكد خانينجي أن المخاوف غير المنطقية بين دول مهيمنة مثل الولايات المتحدة يجب ألا تقف في طريق محاولات خلق نظام عالمي عادل وودي ومتبادل المنفعة، مضيفا أن النظام المثالي متعدد الأطراف يجب أن يحمي الدول الضعيفة من أن تُستغل أو الاقتصادات الصاعدة مثل الصين من أن يتم احتواؤها من قبل القوى العظمى التقليدية. وذكر أن "هذا يتطلب بذل جهود منسقة يتم نشرها بشكل إستراتيجي لمواجهة الرسائل الخبيثة وتقديم تحليل وعرض موضوعيين لمصالحنا المشتركة"، مضيفا أن وسائل الإعلام ومراكز الفكر والمؤسسات البحثية في الجنوب العالمي لديها دور رئيسي لتلعبه في مواجهة الخطاب السام والمضلل من غرب غير آمن ضد اقتصادات صاعدة مثل الصين. ينبغي ألا يستسلم الجنوب العالمي لإغراء الوقوع ضحية لمحاولة الغرب المضللة لتصوير الصين وغيرها من المنافسين الجيوسياسيين كأعداء. وبدلا من ذلك، يتعين على الدول النامية تحديد رؤيتها الخاصة بشأن الصين، بناء على علاقة متبادلة المنفعة يسعى إليها الجانبان، حسبما قال خانينجي. وأشار الخبير إلى أن التقرير يعرض بالتفصيل التهديد الذي تشكله الهيمنة العسكرية الأمريكية على السلام والاستقرار والرخاء على الصعيد العالمي بطريقة شاملة، بالاستناد إلى حقائق وبيانات ودراسات حالة أثبتها الزمن، موضحا أن واشنطن لم تتردد، خلال سعيها للهيمنة العالمية، في نشر قوتها العسكرية، مخلفة وراءها سلسلة من الدول الفاشلة والبلّقنة والموت وتدمير سبل العيش. ووفقا للتقرير، شنت الولايات المتحدة منذ عام 2001 حروبا وعمليات عسكرية في أكثر من 80 دولة حول العالم باسم "مكافحة الإرهاب"، والتي أدت بشكل مباشر إلى مقتل حوالي 929 ألف شخص، بينهم 387 ألف مدني، وتشريد ما يقدر بنحو 38 مليون شخص.

مشاركة :