قال باحث كيني إن الاستخدام غير الرشيد للقوة العسكرية من جانب واشنطن لفرض هيمنتها على الدول الأخرى وترهيبها، قد أدى إلى زعزعة السلام والنظام العالميين. وقال دينيس مونيني، المدير التنفيذي للمركز الصيني-الإفريقي بمعهد السياسات الإفريقية، إن الهيمنة العسكرية الأمريكية على مدار التاريخ سعت لنشر بذور الشقاق، ما أدى إلى وقوع قتلى وتدمير سبل العيش والنظام الدولي. وأضاف مونيني في مقابلة حديثة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أن الهيمنة العسكرية الأمريكية، التي تتضح في إشعال الحروب ونهب الموارد وتغيير أنظمة الحكم بصورة غير قانونية، تشكل تهديدا لبقاء الحضارة العالمية. وأوضح الباحث الكيني أن الولايات المتحدة تمتلك نحو 750 قاعدة عسكرية في 80 دولة ومنطقة حول العالم، وهو ما مكنها من إطلاق الحروب والعمليات العسكرية داخل 25 دولة على الأقل. وتابع مونيني قائلا "لنضع الحقائق في سياقها، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945 حتى 2001، اندلع نحو 248 نزاعا مسلحا في 153 منطقة حول العالم، من بينها حوالي 201 نزاع بدأته الولايات المتحدة، وهو ما يمثل حوالي 81 بالمئة". ومضى مونيني قائلا إنه بالنظر إلى تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة في ليبيا كمثال، فإن مثل هذا النوع من التدخل مزق الدول التي كان بإمكانها إيجاد حلول سلمية لمشاكلها. واستردف مونيني قائلا، "اليوم، وبعد التدخل العسكري، لا تزال ليبيا محاصرة في دوامة من العنف تشارك فيها مجموعات مختلفة وتدخل خارجي". وأشار مونيني إلى أن الأمر الأسوأ من ذلك هو أن الاضطرابات التي استمرت عقدًا من الزمن أدت إلى تفشي تهريب الأسلحة في منطقة الساحل، وهي منطقة شبه قاحلة شاسعة في إفريقيا تمتد من الغرب إلى الشرق، حيث أصبحت الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية أكثر قوة. وذكر تقرير أعده مارك جرين، المدير والرئيس التنفيذي لمركز ويلسون الأمريكي للأبحاث، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، أن منطقة الساحل مسؤولة عن 43 بالمئة من الوفيات العالمية الناجمة عن هجمات إرهابية، أي أكثر من مناطق جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا مجتمعة. وقال مراقبون إنه بعد سقوط الزعيم الليبي الراحل القذافي مباشرة، بدأ الإرهاب في منطقة الساحل، حيث يعاني سكان منطقة الساحل من تداعيات الحرب الليبية. واختتم مونيني قائلا إن "الأزمة في ليبيا هي مثال حي على الفوضى التي أحدثتها الهيمنة العسكرية الأمريكية في منطقة كانت مستقرة في السابق".
مشاركة :