«أيامي» تأريخ أدب الحجاز بلغة سهلة

  • 3/12/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جاء كتاب الرائد الأديب الراحل أحمد السباعي «أيامي» الصادر في طبعة جديدة عن نادي تبوك الأدبي، وهو الذي صدر قبل أكثر من 30 عاما عن طريق دار تهامة، في رؤية مهمة لإعادة إصدار كتب الرواد في الأدب السعودي. الكتاب الذي حمل لغة سرد سهلة التناول، ليست قصصية وليست تقريرية، لكنها لغة رائد خاصة به حضرت في كافة فصول الكتاب، بدءا بالكتاب بتشديد التاء، الذي يتحدث فيه عن طفولته وتدليل والده له لأنه رزق به -مثلما يقول- وهو في سن اليأس، فعقد على رأسه آلاف الآمال، ويتناول دهشة البدايات، فهو أديب يقرأ العصا والفلقة في تعليمه آنذاك ثم يتحدث عن (كتاتيب ومعلمون وشيطان الفصل عباس)، ويسرد تحت عنوان (محظوظون في الكتاب): حكاية حياة خاصة وحكاية تعليم ومواقف وحفظ متقن وفي المدرسة الراقية وستي وطيش وحظ معاكس. ثم ينتقل الى أدب وعلم ونقطة تحول وكرسي الاستاذية وبين الصحافة والأدب متحدثا عن جريدة الحجاز عام 1301، وجريدة شمس الحقيقة والرعيل الأول لتلك المرحلة المهمة وجيل الشباب الصحفيين. ولم يفوت الحديث عن أدب الحجاز وجدلية وحي الصحراء ليعود ويطرح موضوع صحيفة صوت الحجاز، يقول: «كانت الصحافة يومئذ جديدة في بلد لم يألفها وكان يزاولها من أمثالي شباب جديد»، ويطرح أيضا: «كنت متحمسا لتعليم الفتاة بشكل حاد فأنشأت أكتب بإسهاب محبذا تعليمها بشكل أثار علي حفيظة الكثير وعرضني للنقد اللاذع فرأيتني أتحايل على الفكرة». ويختم أحمد السباعي بفصل عن مقالات تحت عنوان: (حروف ونقط) ليواصل لغة السرد ويؤرخ لمرحلة مهمة في حياة الحجاز وحراكه الفكري والثقافي والأدبي والصحفي. ويعد كتابه (أيامي) من أهم كتب المرحلة آنذاك، وإعادة طباعته مجددا تمثل إضافة مهمة للمكتبة السعودية والعربية. ولقد بذل الزميل الشاعر عبدالرحمن الحربي رئيس لجنة المطبوعات بنادي تبوك الأدبي، والناقد حسين بافقيه جهودا كبيرة لإخراج الكتاب إلى الضوء. يقول الناقد حسين بافقيه: «أخذ إذنا من الورثة. وأنا كنت الوسيط، راجعت الكتاب وصححته وكتبت كليمته بتوقيعي على الغلاف الأخير». ويضيف بافقيه: «طبعا لم يسعفنا الوقت الضيق لكي أحرره وأقدمه بمقدمة طويلة. الطبعة أشرفت عليها شخصيا، وأتوقع أنها ستحظى بعناية القراء، وطبعت بعد مراجعة دقيقة جدا، ذللت كثيرا من العقبات، وأهمها الحصول على موافقة الورثة، وطبع الكتاب في مدة وجيزة جدا ليتواجد في معرض الرياض الدولي للكتاب». وكان الكتاب أعيد نشره قبل سنوات ضمن سلسلة الأعمال الكاملة لإثنينية عبدالمقصود خوجة، ويعلق بافقيه بقوله: «طبعة خوجة محدودة الانتشار، وطبعة نادي تبوك هي الأدق، بل هي أدق من طبعة تهامة، حيث إن المشكلة أن بعض كتب الرواد كانت تطبع طباعة عشوائية، ويتخللها كثير من الأخطاء، كتاب السباعي يصلح مقررا مساعدا في التعليم العام، النص حيوي وبديع ويبعث على حب الحياة، ويصلح للسينما والتلفزيون والمسرح، وغيره».

مشاركة :