وصف المهندس أزهـر كنجي خواطره بالمشفـرة التي أصدرها في كتاب أسماه «خواطري ... يقولون إنها مشفرة» إلا أن المتأمل لتلك الخواطر يعي تماما أنها طرحت بأفكار أكثر جرأة وأنها لا تظهر بسهولة للقارئ رغم لغتها السهلة، وبأسلوب سردي حيث لا تتجاوز في طرحها الأربعة إلى الخمسة الأسطر في أسلوب ميزه في الطرح عن غيره، كاشفا بعض المستور في العديد من خواطره الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .. يقول في إحدى خواطره: «قفـز بين حالتين .. استكان وتنفس .. اقترب في هدوء .. هديـر من العشق عانقه .. بينه وبين الشفاه ملامح بطوله .. مال على زاوية بسيطة .. طبع شيئا من ذاته .. حاول أن يتحدث .. أطبقت عليه تضاريس سيد البيد ما أطبقت .. سكن من جديد ... وهدأت أطرافه .. لكنه لم يحترق .. فهو لم يكن عاطلا .. بل عاشق. وقال في خاطرة أخرى: «نظـر إليـها من النفـق السابع .. تمشي في اتجاهين متوازيـين .. تدنو من شارعه التجاري وتقذف بما تيسر .. مشروعها الأول يأخذ من قلبه مضلعا سكنيا بلا وثيقة .. يطلبها المثول أمام واقـع السوق .. لكنها تركزه بكتـفـها وشفاهها على الدائري الثاني» .. سـرد ثقافي للقضايـا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية إضافة إلى المواضيـع الوجدانية في قالب جميل سهـل ممتنـع تـرك للقارئ مساحة للمتـعـة وهو يتنـقـل بين خواطره بأسلوب سجـع جميـل اقـترب به إلى عالم الشعر والشعراء لإمتاع المتلقي بما يقدم من خواطـر أدبـية.
مشاركة :