على الموجة الطويلة والقصيرة

  • 3/12/2016
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

.. من المسلم به أن العمل في الإذاعة أو التلفزيون لا يقتصر على أصحاب الشهادات أو المثقفين والمثقفات. وأكبر دليل على ذلك أن غالبية الذين بدأوا حياتهم في العمل سواء كان بالإذاعة أو التلفزيون لم يكونوا من أصحاب الشهادات العليا، وإن حصل بعضهم لاحقا على الشهادات العليا. وأنا -أعوذ بالله من كلمة أنا- وإن لم أكن من متابعي الإذاعة أو التلفزيون، فإن معظم أصدقائي الذين توطدت علاقتي بهم كانوا يومها من العاملين بالإذاعة أو التلفزيون أو بهما معا. أخي الأستاذ عدنان صعيدي عرفته مذيعا ومقدم برامج ناجحة بالتلفزيون والإذاعة وقد تفضل بإهدائي كتابين أصدرهما، نسجت سطورهما بالموضوعية والسلاسة في الأسلوب. وقد جاءت في ما كتبه بالمؤلف الأول وعنوانه (على الموجة الطويلة) سطور تسجل نجاح بعض البرامج الناجحة باكتساحها للبرامج التي لم تبلغ من الشهرة قدرا لعدة أسباب أهمها إذاعتها في أوقات غير مناسبة للمستمع، إذ يقول: «البرامج والمواد الإذاعية التي أثرت بشكل ملموس في المجتمع السعودي ليست قليلة، ولا تعني شهرتها أو تأثر المجتمع بها أنها النموذج في البناء الإذاعي للبرامج، لكن أسبابا عدة ساهمت في شهرتها، ويأتي في مقدمتها تفرد الإذاعة السعودية داخليا وقلة الإذاعات وصعوبة التقاطها من الخارج، كما أن هناك برامج قيمة جدا، لكنها لم تحظ بنفس الشهرة لأسباب عدة يأتي في مقدمتها موعد الإذاعة أو أنها كانت دسمة من الناحية الثقافية ولم تخدم من الناحية الإخراجية، وجميع هذه البرامج كانت قبل أن يتحول مسمى إذاعة جدة إلى (البرنامج الثاني)». .. وفي الكتاب الثاني وهو بعنوان (على الموجة القصيرة). وقد ضمنه الأستاذ الصعيدي ما قدمه من الإذاعة أو نشره في جريدة «البلاد» بعنوان «ديجتال» ومنها ما كتبه تحت عنوان (ما زلت أحلم) حيث يقول: «ما زلت أحلم أن تكون الإذاعة والتلفزيون مصدرا ثقافيا بنفس القدر الذي يحظى به الكتاب ومدرج الجامعة من الأهمية». ثم يعلن أحلامه للمستقبل فيقول: «أتوقع، وما زلت أحلم، أن الإذاعة بكل سهولتها سوف تتقدم كل المصادر الثقافية حتى على الشبكة العنكبوتية، لكن الأمر ليس بهذه السهولة التي أحلم بها، بل لا بد أولا من إيجاد الكاتب الذي يستطيع أن يجعل المعلومة قريبة من أذن وفكر المستمع، وأن يتوفر المخرج الذي يعرف كيف يغري ويجذب هذا المستمع». تحية تقدير للأستاذ عدنان صعيدي والشكر بإهدائي الكتاب. السطر الأخير: كل كتاب يحمل معلومة جديدة فهو كسب للمكتبة.

مشاركة :