الدوحة - الراية: ارتبط شعار "القيادة فن وذوق وأخلاق" بسلوك قائدي السيارات في الدول العربية، وذلك مع بداية دخول السيارات وانتشارها بكثرة، ووجد ترجمة له في التزامنا بالقيم الأخلاقية الإسلامية الأصيلة، حيث يقف الصغير للكبير إذا مر تقديراً لسنّه ومكانته، ومبالغات في إبراز علامات الاحترام والأدب عند التقاطعات يتوقف أحدهما ويرسل إشارة للآخر ليمر هو الأول، فيرد الآخر بل تفضّل أنت أولاً، وقد يطول الانتظار بالاثنين بسبب الإصرار على الأدب والذوق والأخلاق. أما اليوم فيتدافع ويتسابق قائدو السيارات في الشوارع دون اعتبار لقيم الذوق والأدب والأخلاق والمسؤولية وأصبح ضحايا حوادث السير تفوق أعدادهم ضحايا الحروب. سنتحدث عن بعض القواعد غير المكتوبة ضمن قوانين السير، التي في حال الالتزام بها، تجعلك صاحب "إتيكيت" في قيادة السيارة. 1- لا تتحدّ من لديه سيارة أقوى من سيارتك، ولا تحاول استفزاز مَن يقود سيارة أقوى من سيارتك، وتدفعه إلى خوض سباق أنت الخاسر فيه بلا شك. قد تشعر ربّما برغبة رؤية أداء قائد هذه السيارة وسماع صوت محرّكها لحظة الانطلاق، ولكن أعلم جيِّداً، أنّ عليك أن تتحاشى الدخول في تَحدٍّ معه، وذلك تجنباً لأي عواقب. 2- أثناء قيادتك السيارة على الطرقات العامة، يجب أن تحترم خط السير الذي اخترته، وتحترم الآخرين الذين يسيرون على الخط ذاته، فلا تُلاحق سائق السيارة التي أمامك أو تقترب منه أو تُشعل الإضاءة، لكي تُرغمه على تغيير خط سيره لتتمكن من العبور، كما أنّ التجاوز عند المنعطفات وفي الأماكن الخطيرة، أو تجاوز طابور السيارات الواقفة ومن ثمّ الانعطاف فجأة للدخول في إحدى الفتحات، يُعدُّ عملاً متهوراً ولا يليق بشخص متحضّر ومثقف، عليك أن تحترم الطابور وأن تلتزم بمسار الخط وفي حال كنت تريد أن تغيّر مسار خطك فاستخدم الإشارات التحذيرية لفعل ذلك. 3- أحياناً يعتمد أحد الأشخاص لاستفزازك أثناء قيادتك للسيارة، فتشعر برغبة في الرد عليه، فإذا استجبت لرغبتك تلك فستضع نفسك في موقف محرج، لأن العملية تتم أمام مرأى ومسمع من الناس، لهذا مطلوب منك في مثل هذه المواقف أن تحافظ على أعصابك، وكن مسؤولاً عن تصرّفاتك، ولا تحاول اللحاق بمن وجه إليك أي إساءة أو كلام مؤذ. 4- أترك خط اليسار مفتوحاً، ولا تحاول أن تستأثر به لوحدك، وحاول أن تستخدمه عندما ترغب في تخطي السيارة التي أمامك، ثم عد إلى مسارك الأولي. 5- توقف لعرض مساعدتك على قائد مركبة أصيبت سيارته بعطل ميكانيكي أو ثقب إطارها، فهذا التصرّف يدل على رفعة الأخلاق وسموها، حيث في زمننا هذا قلت هذه الأخلاق، وهذا بسبب وجود الهواتف النقالة التي تتيح للشخص إجراء اتصال مع معارفه أو بشركات نقل السيارات لمساعدته، ولكن رغم ذلك لا يمنعك هذا الأمر من طلب العون والمساعدة للآخرين. 6- لقد تم رسم خطوط بيضاء ووضع أرقام في مواقف السيارات، وذلك من أجل وقوف السيارات بطريقة لائقة ومهذبة حيث تتيح للآخرين الدخول والخروج من السيارة من دون انزعاج، أو قد تسبّب خدش أبواب السيارات الأخرى الراكنة، ولا تنسى أيضاً أن تحترم مواقف ذوي الإعاقة حيث تقف في المواقف المخصّصة لهم بحجة أنك لم تجد موقفاً خاصاً، وعدم عثورك على موقف مناسب، لا يجعلك تستخدم أيضاً المواقف الخاصة بالخدمات العامة، مثل مواقف الشرطة أو الإسعاف أو الدفاع المدني، وانتبه إلى نقطة هامة أيضاً وهي عند قيامك بركن سيارتك، فلا تركنها بشكل تأخذ فيه موقفين، فتحرم شخصاً آخر من الوقوف. 7- أعط أحقية ركن السيارة لمن يأتي أولاً، وذلك بسبب أزمة المواقف المنتشرة في أغلبية المدن الكبرى، قد تنشأ أحياناً خلافات عديدة حول أحقية ركن السيارة في الموقف الشاغر، ومن الذوق الأخلاقي أن من يصل الأول هو الأحق بركن سيارته في الموقف المتاح. للحد من الحوادث المرورية برنامج لإعادة تأهيل السائقين المتهورين تمثل الحوادث المرورية معضلة عصرية حيث تقضي على أرواح الكثيرين وينتج عنها الكثير من العاهات وتتسبّب في ضياع للممتلكات العامة والخاصة.. الغريب في الأمر أننا كل يوم نقرأ عن الحوادث المرورية التي تحدث في الدولة، وتؤدي في بعض الأحيان إلى وفاة مجموعة من الأشخاص، فالبعض يلوم السائق بسبب السرعة الزائدة والبعض يشير إلى عدم الاهتمام بالسيارة من ناحية السلامة، والبعض يتهم السائق بالتهوّر والانشغال أثناء القيادة. ولو ذهبنا إلى فهم الحالة النفسية التي هي مفتاح التغيير وتحقيق التفوّق والمحافظة على السلوك الإيجابي لدى السائق، فالأولى إذاً المحافظة على الحالة النفسية ومن ثم سلوكنا. وكل سلوك يقوم به الإنسان هو نتيجة حالته النفسية، وكل منا يملك القدرة على تغيير سلوكه إذا تحكّم في مزاجه وحالته النفسية. وهناك مواقف غريبة يعيشها كل منا يومياً أثناء قيادته للسيارة، فأحياناً الخروج من البيت وأنت في حالة غضب أو حزن شديد فهذا بالطبع سيؤثر على قيادتك للسيارة، وستفرغ كل شحنات الغضب في قيادتك للسيارة، وهذا بالطبع قد يؤدي إلى مشاجرات مع الآخرين أو إلى حادث لا قدّر الله، وسيؤثر على حالتك المزاجية غير المستقرة. هناك أمر آخر إذا كان شخص قادماً بسرعة فائقة ويريد أن يستفز الآخرين وذلك لتفتح الطريق له وهنا نجد بعض الشباب ينظر إلى ذلك على أنها إهانة وتحقير وتصغير للشخص، وهنا يدخل بينهما تنافس في الشارع وقد تكون سرعة جنونية وهذا أيضاً يؤدي إلى خسارة أرواح لا قدّر الله تعالى. فالغضب يدمّر حياة الإنسان والمجتمع والوطن، والحالة المزاجية المستقرة مطلوب توفرها في سائق السيارة، وعدم اللجوء إلى العصبية والانتقام، وهذا يُعد سلوكاً حضارياً راقياً، يؤدي إلى الحفاظ على الممتلكات البشرية والمادية. وإعادة التأهيل مطلوبة في كل الأحوال، فلا يكفي معرفة الشخص بقيادة السيارة، ويجهل قيادة نفسه، وبالأخص الذين تعرّضوا للحوادث مؤلمة تجد عنده نوعاً من الرهبة والخوف في الاقتراب من السيارة نتيجة ما تعرّض له.. ولذلك فإن اللجنة الوطنية للسلامة المرورية بمشاركة وزارة الصحة العامة تعمل على وضع برنامج لإعادة التأهيل، وهنا أركز أيضاً على التأهيل النفسي، لأن قيادة السيارة ذوق وفن وتربية وأخلاق، وفي حقيقة الأمر نجد أن الجهات المختصة بإعطاء رخص قيادة السيارة كان ومازال لها دور فعّال في التهيئة من الناحية النفسية والأخلاقية لقيادة المركبة بجميع أنواعها، ونريد أن تكثف هذه البرامج، وتوسيع دائرتها. وقيادة السيارة فن في حد ذاتها، إذ ليس كل من يجلس وراء مقود ويسير بمركبته في الشارع يتقن فعلياً هذا الفن الراقي، الذي يُعد ثمرة تطوّر البشرية وتحضّرها، لأن طريقة قيادتك وتعاملك مع السيارة تعكس شخصيتك ونمط حياتك، وتدل على تحضّرك واحترامك للآخرين. إن السائق أثناء ركوب سيارته يجب أن يتفرّغ للقيادة بجميع حواسه، وإشعال السيجارة في بعض الأحيان يفقد التوازن بين استعمال أصابع اليد في مسك السيجارة، أو التحكم في المركبة وبالتالي يمكن أن يحدث خلل في حركة السائق تؤدي به إلى حوادث مرور. وسقوط سيجارة سهواً من بين أيدي السائق أثناء قيادة مركبته، وخوفاً من أن تقع على ملابسه أو تحرق بعض نقاط جسمه، فيقوم بحركة لا إرادية سريعة في المقود وبالتالي ينحرف عن المسار، أو يصطدم بإحدى السيارات التي تسير في نفس الطريق. نظرة المجتمع اليوم تغيّرت عن نظرة المجتمع سابقاً، ومع ذلك مع تطوّر العلم والتكنولوجيا، أصبح هناك تجاوب كبير من المجتمع في التعامل مع التوعية الصحيّة والإقبال على سماع النصائح والتوجيهات التي تقدّم له الفائدة، وبالإضافة إلى التأهيل الجسدي للمصابين من الحوادث المرورية، هناك جزء آخر من التأهيل يسمى بالتأهيل النفسي كما ذكرناه سابقاً، وهذا لا يمكن أن ينكره أحد بل من الإلزامي أن يمر عليه كل مصاب ولا يمكن أن يتخلى عنه أو يرفضه حتى يقبل على المجتمع مرة أخرى بنفسية جديدة مطمئنة هادئة تنظر إلى المستقبل نظرة إيجابية بعيداً على التشاؤم والخوف والقلق. وقد يرجع أسباب تقبل المجتمع إلى فكرة التأهيل النفسي إلى مدى جهود القائمين على هذا العمل وإخلاصهم في ذلك، ولا يقتصر التأهيل على المصاب فقط وإنما يشمل أيضاً التأهيل الأسري، وكيفية قبول أسرة المصاب لهذا الشخص والتأقلم والتعايش معه ومساعدته في العودة إلى المجتمع مرة أخرى. استشارات.. تعبت من التفكير السلبي > أحس بنوع من الخوف، لكن لا أدري مصدر هذا الخوف، وقد تعبت من التفكير، أرجوكم ساعدوني أنا في حيرتي من أمري، وجزاكم الله خيراً.. أختكم ساره. الإجابة: - يجب أن تعلمي أنَّ الخوف والقلق لصَّان من لصوص الطَّاقة، وهما عائقان في وجه النَّجاح؛ لأنَّه يستهلك جميع طاقتكِ وقواكِ، ويجعلكِ تُركّزين تفكيركِ على النَّواحي السلبية التي تكمن في حياتكِ بدلاً من أن تُركِّزي في تفوقكِ ونجاحكِ في الحياة!. حاولي أن تواجهي هذا الخوف بقوّة الإيمان، وقوّة اليقين والاعتقاد! وإذا كُنتِ تعيشين حياة الفزع والخوف، فإنّك ستظلي تعيشين أسيرة حبيسةً للخوف طوال حياتك، وتُفني عمرك في الأوهام، فبادري بالانطلاق، ولا تُفكِّري في شيء! وأبعدي عنك القلق والخوف! عيشي حياتك بعيداً عن التوتر!. انزعي النظَّارة السوداء واستبدليها بنظارةِ التفاؤل واليقين في الله سبحانه وتعالى، وقد يكون أحياناً الفراغ الذي تعيشينه في تقديري هو قضية واقعة لا تستطيعين إنكارها ولكن تستطيعين أن تواجهيها وتستغليها من النَّاحية النَّفسية والجسدية، وتوجّهي رغباتكِ الكامنة، وتحيي ملكاتك المخبوءة، وتُشجعي عاداتك الطيبة، وهذا ما أكّده حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "اغتنم خمساً قبل خمس، حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك"، ولهذا استغلي قدر الإمكان هذا الفراغ، واستغلاله وتفعيله سيُزِيلان عنكِ كل هذه الهموم والكآبة والحزن والقلق. وديننا الإسلامي - ولله الحمد- يدعو إلى الاعتدال وعدم الإفراط، ويعترف بحقِّ العقلِ والنفسِ والبدن وحق الاستمتاع بالطيبات، وأنصحكِ -أختي الفاضلة- باتّباع الخطوات التالية: 1- التَّوكل والتودّد إلى الله تعالى في كل أموركِ، والتّمسّك بحبله المتين فهو الركن المتين إذا خانتك أركانُ. 2 - يجب أن تكوني مقدِّرة لذاتك، دون المبالغة ودون التنقيص من شأن ذاتك. 3 - لا تستسلمي للخوف والقلق! ولابدّ أن تكون لديك قوّة الإرادة والتصميم على مواجهة هذه الأمور بقوّة الإيمان واليقين. 4 - واجهي المشكلة، ولا تتردّدي في حلّها! بل كوني صلبة!. 5- اغتنمي وقت فراغكِ بما يعود عليكِ بالفائدة، فالفراغ والجلوس بدون عمل يزيد من قلقكِ وتوترك. 6- شاركي في الأنشطة الاجتماعية، فهي تُساعدكِ على تطوير ذاتك. 7- انظري إلى نفسكِ، ماذا عندك من مهارات تحاولين أن تستغلينها، وتطويرينها. 8- مارسي تمارين الاسترخاء؛ لأنّها تساعدكِ في التّغلب على القلق والتوتر، واختاري مكاناً هادئاً في الغرفة واستلقي على السرير ومدِّي رجليكِ ويديكِ وليكن النور خفيفاً، وحاولي أن تستخرجي كل المشاكل والهموم والأفكار التي تُعانين منها وارميها وراء ظهرك، وحاولي تكرار هذا التمرين لعدة مرات. أمّا بالنسبة للعلاج الذي تتناولينه: حاولي أن تأخذي مشورة الطبيب قبل التوقف عنه، فقد يكون التوقف تدريجياً أفضل. حالتك عبارة عن أفكارٍ وسواسية، تستطيعين أن تتخلصي منها، وتستردي قواك النفسية -بإذن الله تعالى-، ويجب أن تعلمي أن كل أمر ميسور، ونستطيع أن نقوم به إذا توفرت الإرادة والعزيمة القوية، وأنا متأكدٌ أن لديك قوةً وعزيمةً وطاقةً داخلية، فحاولي أن تستغليها؛ لتواجهي هذه الأفكار الوسواسية والمخاوف، وتطرديها من دماغك، واعتبريها مثل الأعشاب الضارة، انزعيها ولا تتركيها، واستبدليها بأعشابٍ نافعة. مهارات حياتية - احترم ذوات أطفالنا ومشاعرهم وحاجاتهم وميولهم. - احترام إنجازاتهم ولو كانت يسيرة. - ذُم الفعل والسلوك الخاطئ ولا تذُم الفاعل ذاته، فلا تقل: أنت كذاب، وقل: هذا كذب. - تخيّر الكلمات المشجّعة والمحفّزة لهم. - المشاجرات المتكرّرة للوالدين أمام الأولاد تقلل من احترام الأولاد للآباء. - تجنّب السب واللعن والألقاب السيئة والتحقير لأولادك. - لا تمانعهم من مُجالسة الكبار المعروفين بالخير والاستقامة، فهذا يزيد من تقديرهم.
مشاركة :