الإهمال في التربية وراء المشكلات الأخلاقية

  • 3/12/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال فضيلة د. عيسى يحيى شريف إن الإسلام جاء ليحقق مصالح العباد في شتى مناحي حياتهم وقد بينت شريعته الغراء مجموعة من المهام والمسؤوليات التي إذا قام بها المسلمون فإنها كفيلة بأن تحقق لهم النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة. وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد علي بن أبي طالب بالوكرة إن من أعظم تلك المسؤوليات والمهمات حسن الرعاية والتربية للذرية مشيرا إلى أن الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم اهتموا بهذا الأمر كثيرا وتسابقوا فيه وهو ما برهنت عليه الكثير من آيات الذكر الحكيم. مسؤولية عامة وبين أن تربية الأبناء لا تقتصر على فئة معينة من الناس بل مسؤولية عامة وشاملة وموكولة لكل عاقل مدللا على ذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاة والسلام. وأشار إلى أننا إذا دققنا النظر فسوف ندرك أن كثيراً من المشكلات الأخلاقية والسلوكية والاجتماعية سببها الأكبر هو الإهمال في قضية التربية. وتساءل د. عيسى: كيف نعمل على وقاية مجتمعاتنا من آفة الانحراف دون أن نحرص على سلامة تربية أبنائنا؟ وشدد على ضرورة الحرص على جعل التربية في أعلى الأهداف التي نسعى لتحقيقها وأعظم الغاية التي نصبو إلى الوصول إليها وأعظم الإنجازات التي نريد تحقيقها في الدين والدنيا. نعيم الجنة وبشر خطيب مسجد علي بن أبي طالب بأن الله تعالى قد امتن على الصالحين هم وأزواجهم وذرياتهم بالاجتماع في نعيم الجنة كما اجتمعوا في العمل الصالح في الحياة الدنيا مستشهدا بقوله تعالى: (جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) وقوله سبحانه :( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين). وأكد أنه نظراً للمكانة الكبيرة لحسن التربية فإنه الأنبياء والمرسلين وأتباعهم من المؤمنين كانوا يسألون المولى عز وجل صلاح الذرية، لافتا إلى قوله تعالى (هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء) وقوله سبحانه (فوهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين) عباده الصالحين كما قال تعالى في دعاء عباده الصالحين (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما) وأشار إلى أن القرآن الكريم بين لنا ما هي التربية الإسلامية التي انتهجها الأنبياء وأتباعهم موضحاً أنها تكون بالتواصي بلزوم الإسلام عقيدة وأخلاقاً، شرعة منهاجاً. ونوه إلى أن المولى عز وجل قال في خبره عن الأنبياء والمرسلين: (قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132)). أسباب الوقاية كما أوحى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بذلك حيث قال في كتابه العزيز ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) وجدد الخطيب تأكيده على أن الاهتمام البالغ بحسن الرعاية الدنيوية ينبغي أن يكون هو الاهتمام الأبلغ والأهم والأعظم في حسن الرعاية الدينية والأخلاقية والسلوكية ولزوم أسباب الوقاية والعلاج معاً. وذكر د. عيسى يحيى وسائل حسن الراعية والتربية فأشارإلى أن أعظمها وأكبرها وأزكاها الحرص على القرآن الكريم تلاوة وعملا مؤكداً أنه مصدر هداية الإرشاد والدلالة إلى الخير مدللا على ذلك بقوله سبحانه (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً).

مشاركة :