«رعد الشمال».. ولادة وحدة عربية - إسلامية ضد التحديات

  • 3/12/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد قادة عسكريون وخبراء سياسيون أن تمرين «رعد الشمال» من أضخم التمرينات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وحمل العديد من المضامين العسكرية والسياسية والأمنية، مبينين أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لختام فعاليات التمرين بحضور قادة الدول العربية والإسلامية، فيه دلالة واضحة على اهتمام القادة بتوحيد الرؤى تجاه ما يهم سيادة دولهم وأمنها واستقرارها، وردع محاولات المساس بها أو التدخل في شؤونها. التمرين رسالة واضحة لردع الإرهاب وتنظيماته والدول الراعية لها وشدّدوا في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية على أن هذا الوجود العسكري المنظم في شمال المملكة وفي هذا الوقت تحديدًا، وحُسن إدارة مسرح العمليات يبيّن للجميع أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، قادرة على العمل على أكثر من جبهة بإدارة حكيمة لاستيعاب أبعاد المتغيرات والأحداث التي تعصف بالمنطقة والعالم، والوقوف بحزم ضد من تسوّل له نفسه التدخل في شؤونها. فقد وصف الفريق متقاعد عبدالعزيز هنيدي تمرين «رعد الشمال»، بأنه من أكبر التحالفات العسكرية في المنطقة من حيث ضخامة عدد القوات المشاركة والعتاد العسكري المستخدم بمختلف أنواع صناعاته في القطاعات البحرية، والجوية، والبرية. وقال «إن وجود تحالف بهذا الحجم في تمرين «رعد الشمال» هو عمل مميز يندر وجوده في العالم، وفيه أهداف مشتركة تدعم تطوير قدرات الدول المشاركة، وأمر تاريخي ندر وجوده بهذا التكتل العسكري في وقت قياسي ومكان محدود»، مبينًا أن ما يزيد من تميز «رعد الشمال»، مشاركة نخبة من القادة العسكريين المعروفين بخبرتهم في إدارة عمليات الحرب، حيث أضاف وجودهم الكثير من الإتقان في الأداء العسكري كما ولو كان التمرين صورة افتراضية عن واقع الحرب، مؤكداً أن تمرين «رعد الشمال» حمل رسالة واضحة عبرت مضامينها عن قوة الردع التي تملكها المملكة مع الدول العربية والإسلامية المشاركة ضد من تسوّل له نفسه التعدّي على حدودها. وأشار الفريق هنيدي إلى أن اختلاف المعدات القتالية المستخدمة في التمرين زادت من مستوى فهم اللغة العسكرية خلال عمليات الحرب بين القوات المشاركة، وعرّفتهم على أنواع وأهداف الأسلحة الممكن استخدامها في الحروب، ورفعت من مستوى خبرتهم القتالية وإدراكهم لاستخدامات الأسلحة العسكرية البحرية والجوية والبرية، فضلاً عن استفادتهم الميدانية من التمرينات المختلفة التي يتميز بها كل جيش عن الآخر. ومن جانبه، قال اللواء طيار ركن متقاعد سعيد الغرابي، إن مناورات تمرين «رعد الشمال» تشهد الخطوة الأولى لولادة وحدة عربية إسلامية ضد التحديات التي تواجهها ولتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، ويبين من جهة أخرى دور المملكة الإقليمي والعالمي في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في توحيد الرؤى الإقليمية والدولية، للقضاء على الإرهاب الذي تجاوزت جرائمه حدود الإنسانية. وأوضح أن هذا التمرين يجدّد التأكيد على أن المملكة لن تدخر جهدًا في سبيل تعزيز الوحدة العربية الإسلامية والانطلاق بها إلى ميادين واقعية تحقق السلام والاستقرار للجميع، من خلال تعزيز قواتها وقدراتها العسكرية من أجل مجابهة أي خطر يحدق بها كما في خطر الإرهاب الدولي. ووصف المحلل العسكري الأستاذ في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية اللواء د. جمال مظلوم، تمرين «رعد الشمال» بأكبر تجمع عسكري في منطقة الشرق الأوسط، حيث شاركت فيه 20 دولة منها سبع من قارة آسيا وسبع من قارة أفريقيا، وست دول إسلامية ثلاث من آسيا و ثلاث من أفريقيا، مؤكدًا أن هذا التجمع العسكري الضخم يأتي ضمن جهود المملكة لدعم وحدة الصف العربي والإسلامي. وأشار إلى أن تمرين «رعد الشمال» تميّز بوجود أعداد كبيرة من الجيوش المتمرسة على القتال الحربي وفق نظم عسكرية مختلفة تستخدم أحدث الأسلحة العسكرية المصنوعة في العالم، مشيدًا بقدرات المملكة العسكرية والفنية في استضافة هذه الأعداد الكبيرة وتنظيم التمرين على مساحة محدودة وفي وقت معلوم، الأمر الذي يعزز الانسجام المتبادل بين القوات المشاركة على الرغم من اختلاف تدريبات هذه القوات وأسس تكوينها العسكري، مفيداً بأن وجود 20 دولة في تمرين «رعد الشمال» يعد توافقاً تاماً للرؤى مع سياسة المملكة الرامية إلى تأكيد الوحدة العربية والإسلامية ضد أي محاولات لزعزعة أمن الدول. وبدوره قال اللواء طيار ركن متقاعد سعيد الحزنوي «إن تمرين «رعد الشمال» يعكس مدى قدرة القيادة الحكيمة للمملكة سياسياً وعسكرياً، وجهودها الكبيرة في جمع الكلمة العربية والإسلامية، وفيه أبعاد مهمة تفيد الجيوش في صنع المواءمة مابين المشاركين، وإيجاد قيادة عسكرية تستطيع إدارة العمليات بالرغم من اختلاف إعدادها في بلدانها. وأوضح أن القدرة على استيعاب هذه الجيوش والعمليات المطلوب تنفيذها على مسرح العمليات بشكل سليم يعد نجاحًا كبيرًا، مفيداً أن مشاركة مختلف القوات بما في ذلك القوات الجوية وما يتبعها من أسلحة، وإمداد، ووقود، ووسائل تخزين ونقل، وأجهزة استطلاع، وطيران رصد جوي، يوضح أن القوات المسلحة السعودية قادرة على الدفاع عن الوطن - بإذن الله -، والتأقلم مع مختلف القوات الأخرى مهما اختلفت مصادر تسليحها، أو تدريبها، أو معداتها. أما المحلل السياسي د. فهد الشليمي فقد أشار إلى أنه من النادر جداً حضور قادة دول لتمرين عسكري، مبينًا أن تمرين «رعد الشمال» استطاع بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن يجمع قادة الدول العربية والإسلامية وفق رؤية سياسية إستراتيجية ترمي للوقوف ضد الدول التي تغذي وترعى الإرهاب سواء كان إقليميًا أو دوليًا. وقال «إن حضور قادة الدول العربية والإسلامية كشف عن تفاهم قادة الدول حول أولويات مشكلات الأمة وفي مقدمتها معضلة الإرهاب، وضرورة مكافحته في ظل عجز التحالف الدولي عن مكافحته منذ عام ونصف»، مبينًا أن هذا التجمع العسكري رسالة رادعة لأي تهديد لأمن المنطقة، وفيه إجماع عربي وإسلامي على دعم جهود المملكة في الحرب ضد الإرهاب الدولي الذي لايرتبط بدين أو طائفة. وعلق أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود د. طلال ضاحي على تمرين «رعد الشمال» بالقول «إن هذ التمرين يعبر عن أكبر تجمع عربي إسلامي، تشكّل بوعي عال تتمتع به الدول العربية والإسلامية استشعارًا بالأخطار التي تحيط بها»، مؤكداً تضامن هذه الدول بشكل عملي واضح ضد من يحاول التدخل في شؤونها. ودعا د. ضاحي إلى الاستفادة من تمرين «رعد الشمال» في تأسيس قوة عربية موحدة ضد أي خطر قد يلم بالدول العربية والإسلامية في كل الظروف، مشيرًا إلى أن ذلك لن يكون إلا بتوحيد رؤى قادة الدول العربية والإسلامية كما سعى لذلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في هذا التجمع العسكري، وقبل ذلك إطلاقه «عاصفة الحزم» بتحالف عربي إسلامي ضد المعتدين على أمن دولة عربية جارة وأمن المنطقة، إلى جانب مبادرة قيام التحالف العربي والإسلامي. من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود د. سرحان العتيبي «إن تمرين رعد الشمال يوضح أن الدول العربية والإسلامية إذا اجتمعت في موقف واحد فهي قوة لا يستهان بها تجاه أي تهديد يحاول المساس بها»، مؤكداً أن تمرين رعد الشمال يعزز مكانة الدول العربية والإسلامية على مختلف المستويات في ظل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، وهو تمرين مهم يحمل رسالة ردع واضحة جدًا ضد الإرهاب وتنظيماتها المتعددة أو الدول التي ترعاها.

مشاركة :