يتسبب البشر في فقدان فروع كاملة من "شجرة الحياة" بفعل الانقراض السريع لكثير من الأنواع الحيوانية، بحسب دراسة جديدة، حذرت من خطر الانقراض الجماعي السادس. ويقول جيراردو سيبايوس، وهو أستاذ في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك وشارك في إعداد الدراسة المنشورة في مجلة "بروسيدينجز أوف ذي ناشيونال أكاديمي أوف ساينسس" الأمريكية، إن أزمة التنوع البيولوجي "تنطوي على الخطورة نفسها التي تحملها مسألة التغير المناخي"، لكنها ليست معروفة على نطاق واسع للرأي العام. ويشير لـ"الفرنسية"، إلى أن أزمة التنوع البيولوجي "طارئة" لأن "مستقبل البشرية" على المحك. وفيما أجريت دراسات كثيرة في شأن انقراض أنواع، تتميز الدراسة الجديدة بتناولها انقراض أجناس بأكملها. وفي تصنيف الكائنات الحية، يقع الجنس بين النوع والفصيلة. فعلى سبيل المثال، إن الكلب هو نوع ينتمي إلى جنس كانيس الذي هو ضمن فصيلة الكلبيات. واستند الباحثون تحديدا على قوائم الأنواع المنقرضة الصادرة عن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة IUCN. وركزوا على أنواع الفقاريات (باستثناء الأسماك) الذي تتوافر بيانات أكثر عنها. ومن بين نحو 5400 جنس (تشمل 34600 نوع)، خلصوا إلى أن 73 منها قد انقرضت خلال الأعوام الـ500 الأخيرة، ومعظمها في القرنين الفائتين. وتبرز أولا الطيور، تليها الثدييات والبرمائيات والزواحف. ولكي يفهموا ما إذا كان هذا المعدل أعلى من العادي، قارن الباحثون هذه النتيجة بمعدل الانقراض المقدر من خلال سجلات المتحجرات. وقال جيراردو سيبايوس "من خلال الاستناد إلى معدل الانقراض في الأعوام المليون التي مضت، كان يفترض أن ينقرض جنسان لكننا خسرنا 73". ولفتت الدراسة إلى أن انقراض الأجناس الـ73 كان ينبغي أن يستغرق 18 ألف عام لا 500 عام. وتعد شجرة الحياة مفهوما يستخدم في مجالات العلم والفلسفة. وهي تصور العلاقة الترابطية بين جميع أشكال الحياة على كوكبنا، وهي تشبيه يرمز إلى الأصل المشترك بالمعنى التطوري.
مشاركة :