المنظري : سوء التغذية يسبب خسائر فادحة في صحة السكان بإقليم شرق المتوسط

  • 9/20/2023
  • 20:52
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت اليوم في عمان بالأردن فعاليات الاجتماع المشترك بين البلدان الذي يضم مسؤولي تنسيق التغذية، وينظمه المكتبُ الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ، تزامناً مع إطلاق قاعدة بيانات مكونات الأغذية في إقليم شرق المتوسط، وهي مبادرة مشتركة بين جامعة القدس والمكتب الإقليمي ، وذلك تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة. صالحة بنت عاصم ، ومشاركة ممثلون عن جميع الدول الأعضاء في الإقليم، بالإضافة إلى أعضاء من الدوائر الأكاديمية، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية. وأطلع الخبراءُ من المقر الرئيسي للمنظمة والمكتب الإقليمي أعضاء الوفود على إرشادات المنظمة ومواردها ذات الصلة وفرص الدعم التقني ، وتشارك هؤلاء الخبراتِ القُطريةَ بشأن تنفيذ السياسات، بالإضافة إلى قصص النجاح والتحديات الأخرى، وتحديد الاحتياجات القُطرية للدعم وفرص التعاون المشترك بين البلدان. وفي كلمتها الافتتاحية، أشارت صاحبة السمو الأميرة صالحة بنت عاصم إلى الأوضاع التغذوية في الأردن، وقالت: “يعاني الأردن، شأن سائر البلدان في إقليم شرق المتوسط، من تحوُّل تغذوي سريع أدى إلى ارتفاع في معدلات زيادة الوزن والسمنة، ومن ثم ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض غير السارية المرتبطة بهما». وأضافت قائلة: «إن السلطات الصحية تعمل بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على دعم برامج التغذية الصحية للحد من معدلات السمنة، ومكافحة ارتفاع ضغط الدم والسكري وسائر الأمراض غير السارية». وفي السياق شدد الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، في كلمة الافتتاحية، على العبء الثقيل لسوء التغذية في الإقليم قائلًا: “إن سوء التغذية، بكل أشكاله، يسبب خسائر فادحة في صحة السكانِ في إقليم شرق المتوسط، وفي عافيتهم، وفي تنميتهم المستدامة. وتجابه بلدانُ الإقليم العبءَ المزدوج لسوء التغذية، إذ إن الإقليم يعاني من نقص التغذية، مع زيادة الوزن والسمنة اللتين تزدادان انتشارًا يومًا بعد يوم. وعلى الرغم من إحراز بعض التقدُّم على هذا الصعيد، فإن سوء تغذية الأمهات والرُّضع والأطفال الصغار والمراهقين يظل مشكلةً تهدد صحة وتنمية قدرات النساء والمراهقين والأطفال في الإقليم. فلقد شهد عام 2020 إصابة 26.2% من الأطفال دون سن الخامسة في الإقليم بالتقزم، بينما أصيب 7.4% من الأطفال دون سن الخامسة بقدرٍ من الهزال، وأصيب 3% منهم بالهزال الشديد. وإضافة إلى ذلك، فإن إحصاءات عام 2020 تشير إلى أن طفلًا من كل 12 طفلًا في الإقليم دون سن الخامسة مصاب بزيادة الوزن، ناهيك عن ذكر ما يترتب على ذلك من آثارٍ خطيرة على الصحة والعافية في جميع مراحل العمر. ولا يزال أطفال كُثُر يواجهون أيضًا الجوع المستتر، المتمثل في عدم كفاية ما يحصلون عليه من فيتامينات أو معادن. أما في صفوف الفتيات والنساء في سن الإنجاب (15-49 سنة)، فإن معدل انتشار فقر الدم في الإقليم يتراوح بين 24% و70%. ويواصل المكتبُ الإقليمي دعمَ الدول الأعضاء في جهودها الرامية إلى توسيع نطاق تنفيذ السياسات، وتحويل المعارف إلى إجراءات على أرض الواقع. وقاعدة بيانات مكونات الأغذية في إقليم شرق المتوسط، التي أُطلِقت اليوم، مثالٌ على هذه المبادرات. من جانبه قال الدكتور أيوب الجوالدة، المستشارُ الإقليمي للتغذية بمنظمة الصحة العالمية: “إن قاعدة بيانات مكونات الأغذية، في جوهرها، شهادة على أهمية معلومات التغذية الخاصة بالإقليم تحديدًا ، إذ تهدف قاعدة البيانات إلى تزويد الباحثين والمتخصصين في التغذية ومهنيي الرعاية الصحية وراسمي السياسات ببيانات دقيقة وشاملة وقابلة للتنفيذ عن الأغذية المستهلكة في إقليم شرق المتوسط. ومع زيادة الإصابة بالأمراض غير السارية عالميًّا والاعتراف المتزايد بدور النظام الغذائي في الصحة، اكتسبت هذه البيانات أهمية أكبر من ذي قبل”. وتفحص قاعدةُ بيانات مكونات الأغذية، المتاحة في شكل كتاب وقاعدة بيانات إلكترونية، المشهدَ الغذائي في إقليم شرق المتوسط. ويستطيع المستخدمون التعرف على مرتسمات المغذيات الكبيرة والمغذيات الدقيقة في الأغذية التي يتناولها ويعيش عليها الملايين، والوقوف على رؤى حول الأنماط الغذائية، وهو ما يتيح اتخاذ قرارات مستنيرة في مجالات الرعاية الصحية، ورسم السياسات، والتخطيط للتغذية المجتمعية. والأمرُ لا ينتهي عند الأغذية المستهلكة فقط، بل يمتد إلى تبعاتها على الصحة والعافية والوقاية من الأمراض. وقال الدكتور رضوان قصراوي، من جامعة القدس: “إن الكتابَ وقاعدة البيانات هما ثمرة عمل دؤوب اضطلع به باحثون متفانون وعمال ميدانيون وأخصائيو تغذية، والعديد من المساهمين من جامعة القدس ومنظمة الصحة العالمية -بالتعاون مع آخرين في إقليم شرق المتوسط، ومنهم جامعة الأردن ومعهد الكويت للبحوث العلمية والجامعة اللبنانية ووزارة الصحة العُمانية- وهؤلاء كلهم جمعوا بدقة جداول مكونات الأغذية وحللوها وصاغوها في شكلٍ مناسب للعرض لا تنتهي فائدته عند عرض المعلومات الصحية، بل تشمل أيضًا وضْع نقاط مرجعية على مستوى الإقليم”. تحديد الأولويات لإحراز مزيدٍ من التقدُّم في التغذية وشارك في هذا الاجتماع مسؤولو التنسيق المعنيون بالتغذية، من جميع الدول الأعضاء، خبراتهم وقصص نجاحهم حول معالجة التغذية بوصفها قضيةً صحيةً رئيسية ، وناقشوا الإجراءات التي تتخذها البلدان لتحسين التغذية في سياقات الدخل المنخفض والطوارئ، وتحديد أولويات تسريع وتيرة التقدُّم المُحرَز في مجال التغذية في الإقليم بأسره. وللأردن تجربة ناجحة في تعزيز دور العيادات الخاصة وأخصائيي التغذية في التصدي للسمنة والأمراض غير السارية في البلد. وستشارك في هذا الاجتماع تلك الخبرة مع جميع المشاركين لإجراء مناقشات مثمرة. ودعا الدكتور المنظري، في ختام كلمته الافتتاحية، إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات للتصدي لسوء التغذية قائلًا: “لا تزال ثمة حاجة إلى اتخاذ إجراءات شاملة ومتعددة القطاعات لتسريع وتيرة التقدم المُحرَز في التصدي لسوء التغذية بجميع أشكاله، في الإقليم كاملًا. ونعتقد أن ذلك سيسهم في تحسين التغذية وتحقيق الرؤية الإقليمية: الصحة للجميع وبالجميع”.

مشاركة :