بعد فاجعة زلزال الحوز، الذي أسقط الضحايا بالآلاف، أسرع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى إحداث لجنة تنكب على إعداد برنامج لاحتواء الفاجعة، وإعادة إعمار المناطق المنكوبة. وهي اللجنة التي قال عنها عبد العزيز الرماني، المحلل الاقتصادي، في حديثه إلى 2m.ma، بـ"النسبة للجنة البين-قطاعية فتعليمات جلالة كانت واضحة، إذ طلب منها الاستعجال والنجاعة، لذلك بالإضافة الى اجتماع 9 شتنبر، في الاجتماع الثاني كانت اللجنة مهيئة وحضر احصائيات وبرنامج عمل، واجتمعت برئاسة الحكومة". وأكد الرماني أن البرنامج الذي تقدمت به اللجنة أمام جلالة الملك أعطى في مضمونه صاحب الجلالة ملاحظات هامة جدا ومتميزة في هذه المرحلة وملائمة لساكنة المنطقة، خاصة الاعتناء بصيانة كرامة هؤلاء المواطنين، واحترام عاداتهم وأعرافهم وتقاليدهم، ومن ثم احترام الهوية المعمارية الخاصة بهم، التي تدخل ضمن الرأس المال المادي واللامادي. وبالتالي فهذه المعايير مجتمعة تعطي لهؤلاء المواطنين الديمومة في المجال التنموي والأنشطة المرتبطة بالدخل، سواء كانت أنشطة تجارية أو سياحية، اقتصادية بصفة عامة، إذن ما يمكن قوله في هذا المشروع المعماري، سيتم على مراحل وسيلائم المنطقة، وسيعرف أيضا إنشاء المسالك والطرق الهامة، أي سيتم احترام الجانب الخاص بالبنية التحتية. وفي التفاصيل، كشف المحلل الاقتصادي في الحديث ذاته، أن هذا المشروع سيعرف مرحليتين، في المرحلة الأولى، سيقدم دعما شهريا للضحايا سواء القاطنين الذين تهدمت بيتوهم، أو الذي يكترون أو يرهنون مساكنهم لمدة سنة، في انتظار إعادة تأهيل المساكن الخاصة به، مع احترام كما سلف الذكر معايير المعمار بالمنطقة، ولكن أيضا تحت أنظار المعماريين والمتخصصين بحيث لن تكون تلك البنايات هشة وتكون على مقدرة على مقاومة الهزات الأرضية أو الارتدادية، وهذا يسري كذلك على السكان الذين هدمت بيوتهم بشكل كامل، فسيتمكنون من مبلغ قدره 140.000 درهم لبناء البيوت عبر تعاون جماعي، ولكن تحت مراقبة هندسية وفق دفتر تحملات هام جدا، كي يكون البناء قويا، أما الذين هدمت بيوتهم جزئيا فسيتمكنون من مبلغ 80.000 درهم، المهم لنا في هذه المرحلة هو أن البيوت والمآوي التي سياعد بناؤها ستصون كرامة هؤلاء المواطنين وتمكنهم من إعادة تأهيل المنطقة لتكون مؤهلة للسياحة القروية والجبلية. ووجه الرماني نداء لجميع المواطنين، أن يجعلوا تلك المناطق في قلوبهم "لأننا كمغاربة أعطينا درسا في التكافل والتضامن وقوة مؤسساتنا، أعطينا درس للعالم، لهذا نرغب في إعطاء درس آخر ولكن بصيغة الديمومة لنتوجه إلى المناطق في تظاهراتنا الرياضية وكذا سياحيا".
مشاركة :