قطاع الخدمات الصيني يتعافى من انكماش الجائحة .. الطلبات المكبوتة تشق طريقها للأسواق

  • 9/21/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من دور السينما إلى المطاعم، تعافى قطاع الخدمات في الصين هذا العام من الانكماش الناجم عن الوباء ولعب دورا أكبر في الحفاظ على تعافي الاقتصاد على نطاق أوسع. وارتفع مؤشر إنتاج الخدمات في البلاد بنسبة 6.8 في المائة على أساس سنوي في أغسطس الماضي، مقارنة بـ5.7 في المائة في الشهر الأسبق، وفقا لبيانات من الهيئة الوطنية للإحصاء. وبحسب وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”، ارتفعت مبيعات التجزئة في الخدمات بنسبة 19.4 في المائة في ثمانية أشهر منذ يناير حتى أغسطس الماضي. وفي هذا السياق، قال فو لينج هوي المتحدث باسم الهيئة: “برز تطور قطاع الخدمات كنقطة مضيئة مهمة في الأداء الاقتصادي هذا العام”. وأشار فو، إلى أنه مع عودة الاقتصاد والمجتمع إلى طبيعتهما، سجلت الخدمات التي اختنقت خلال فترة انتشار كوفيد – 19 انتعاشا شاملا، ما دعم الاقتصاد بشكل كبير. وتحديدا، سجلت الخدمات القائمة على التواصل المباشر، التي تراكمت عليها طلبات ضخمة مكبوتة، نموا ممتازا، وشقت طريقها للأسواق بشكل جيد. وفي أغسطس الماضي، حافظ قطاع المطاعم على زخم قوي مع ارتفاع الإيرادات المجمعة بنسبة 12.4 في المائة عن العام الماضي. وفي الوقت نفسه، شهد شباك التذاكر ارتفاعا، إذ بلغ إجمالي المبيعات على مستوى البلاد 20.62 مليار يوان (2.87 مليار دولار) خلال العطلة الصيفية، وهو ليس فقط رقما قياسيا جديدا، ولكن أيضا تجاوز أعلى مستوى قبل الوباء البالغ نحو 17.8 مليار يوان عام 2019. وقال يانج شين، المحلل في شركة هونجتا للأوراق المالية، في مذكرة بحثية: إن استهلاك خدمات السفر يتمتع بدرجة عالية من المرونة، مستشهدا ببيانات أغسطس التي تعكس نشاطا قويا، بما في ذلك ارتفاع إيرادات المطاعم، وزيادة حركة مترو الأنفاق في المناطق الحضرية، وارتفاع عدد ركاب السكك الحديدية الوطنية الذي سجل رقما قياسيا، وعمليات شركات الطيران الأكثر ازدحاما، مدفوعا بالطلب المتزايد على السفر خلال العطلة الصيفية. ارتفع عدد المسافرين في الصين بنسبة 57.7 في المائة على أساس سنوي في الشهر الماضي. وقالت مجموعة تريب دوت كوم، وهي وكالة سفر عبر الإنترنت: إن صافي إيراداتها التشغيلية في الربع الثاني ارتفع بنسبة 180 في المائة على أساس سنوي مع ارتفاع إجمالي حجوزات تذاكر الفنادق والطائرات بشكل قياسي. وقال جيمس ليانج، رئيس مجلس إدارة الشركة: إن التحول في طلب المستهلكين من السلع إلى الخدمات أدى إلى حفاظ قطاع السياحة على مرونة جيدة. وإضافة إلى الخدمات المرتبطة ارتباطا وثيقا بالحياة اليومية، أشار فو أيضا إلى أن أنواعا أخرى من الخدمات، بما في ذلك الاقتصاد والتمويل الرقميان، سجلت توسعا سريعا أيضا. وأظهرت بيانات صادرة من الهيئة الوطنية للإحصاء، أن المؤشر الذي يتتبع إنتاج نقل المعلومات والبرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات ارتفع بنسبة 11.5 في المائة على أساس سنوي في أغسطس الماضي، في حين ارتفع مؤشر الخدمات المالية بنسبة 7.2 في المائة. ومع انتعاش الاقتصاد الصيني بعد الوباء، برز قطاع الخدمات كمحرك قوي للنمو، حيث أسهم بنسبة 66.1 في المائة في النمو الاقتصادي في النصف الأول من العام الجاري. وارتفع الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 5.5 في المائة على أساس سنوي في النصف الأول من 2023، وهو أسرع من نسبة التوسع في 2022 التي بلغت 3 في المائة. ويتوقع المحللون أن يحافظ قطاع الخدمات على الأرجح على نموه السريع خلال بقية العام ويرجع ذلك جزئيا إلى الدفعة من العطلة القادمة لمهرجان منتصف الخريف والعيد الوطني. وأشارت البيانات الواردة من وكالات سفر متعددة إلى ارتفاع الطلب على السفر. وقالت شركة “فليجي”، فرع السفر لشركة “علي بابا”، في تقرير صدر الأسبوع الماضي: إن طلبات الرحلات الداخلية والخارجية خلال العطلة التي تستمر ثمانية أيام، والمعروفة أيضا باسم “الأسبوع الذهبي”، زادت بنحو ست مرات وأكثر من 20 مرة على التوالي، على المنصة. وقال فو: إنه بالنظر إلى المستقبل، فإن التوظيف المستقر وتحسين أداء الأعمال سيحفزان معنويات المستهلكين، الأمر الذي سيعزز، إلى جانب تأثير السياسات الحكومية المؤيدة للاستهلاك، التوسع المطرد في الاستهلاك ويساعد على الانتعاش الاقتصادي. إلى ذلك، ظل سعر الفائدة الرئيس على القروض لمدة عام واحد في الصين، وهو سعر إقراض قياسي قائم على السوق، عند 3.45 في المائة أمس، ليبقى دون تغيير عن الشهر السابق. كما ظل سعر الفائدة الرئيس على القروض لأكثر من خمسة أعوام، الذي يبني عليه عديد من المقرضين أسعار الرهن العقاري الخاصة بهم، دون تغيير عن القراءة السابقة البالغة 4.2 في المائة، وفقا للمركز الوطني للتمويل بين البنوك. في الشهر الماضي، انخفض سعر الفائدة على القروض لمدة عام واحد بمقدار عشر نقاط أساس إلى 3.45 في المائة، في حين ظل سعر الفائدة على القروض لأكثر من خمسة أعوام دون تغيير عند 4.2 في المائة. وتعد هذه البيانات الشهرية بمنزلة سعر مرجعي للتسعير للبنوك، بناء على معدلات عمليات السوق المفتوحة للبنك المركزي، خاصة سعر تسهيل الإقراض متوسط الأجل. من جهة أخرى، افتتح معرض الصين الدولي الـ23 للصناعة الثلاثاء في شنغهاي، بمشاركة أكثر من 2800 مؤسسة من 30 دولة ومنطقة. وقال المنظمون: إن إجمالي مساحة العرض في الحدث، الذي يستمر خمسة أيام، يبلغ 300 ألف متر مربع، حيث يطرح العارضون ما يقرب من ألف منتج وتقنية جديدة. وسجل المعرض أرقاما قياسية جديدة من حيث عدد العارضين ومساحة العرض. ويحتوي المعرض على تسع مناطق عرض احترافية للمنتجات، بما في ذلك مركبات الطاقة الجديدة والمركبات الذكية المتصلة، وتكنولوجيا ومعدات الطاقة، والأتمتة الصناعية. وقال شين قوه بين، نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، أثناء مخاطبته حفل الافتتاح: إن المعرض، بوصفه نافذة مهمة للتبادل والتعاون مع الخارج، شهد دمج الصناعة الصينية في النظام الصناعي العالمي. وقال شين: إن الوزارة ستعمل مع الأطراف الأخرى لتهيئة بيئة أعمال عالمية المستوى موجهة نحو السوق وقائمة على القانون وذات طابع دولي، وتعميق التعاون الدولي في مجال الابتكار باستمرار، وحماية أمن واستقرار سلسلة الصناعة والتوريد العالمية.

مشاركة :