لقد جاء تأكيد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي والناطق الرسمي باسم التحالف الإسلامي العميد أحمد عسيري من أن إيران تستخدم المليشيات للتدخل في شؤون الدول، وليكشف عن تورط إيران في العمليات التي تسعى لزعزعة أمن واستقرار دول المنطقة، ففي ظل مواجهة دول العالم للجماعات الإرهابية منذ بداية العام 2001م حين تم ضرب برجي التجارة الأمريكية ظهرت إيران كراعية إقليمية لتلك الجماعات. العميد أحمد عسيري الذي لمع نجمه مع بداية عاصفة الحزم ثم إعادة الأمل في اليمن بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ذو خبرة طويلة ومعرفة ودراية عن تشكلاياتهم، ومن يقف خلفها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، خاصة وأن المنطقة تعرضت لمخطط تدميري خطير عرف بالشرق الأوسط الجديد أو الربيع العربي عام 2011م!. لقد تحدث العميد عسيري عن أهداف تمرين (رعد الشمال) والذي يضم عشرين دولة عربية وإسلامية بقيادة المملكة العربية السعودية، ومنها أن التحالف العسكري أصبح مطلباً بسبب اتساع التهديدات لدول المنطقة، وأن تمرين رعد الشمال يخدم أهداف التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب، ويهدف إلى إكساب الدول المشاركة المزيد من الخبرات العسكرية، وإلى اختبار البنية التحتية العسكرية في المملكة، وجميعها أهداف عسكرية تسعى دول التحالف لتحقيقها، ولكن ما جذب وسائل الإعلام والصحفيين في المؤتمر هو الحديث عن مصدر الإرهاب الحقيقي بالمنطقة، فقد تحدث العميد عسيري وبشكل واضح وصريح عن دور إيران في تشكيل المليشيات الإرهابية، ودعمها ومساندتها، وفتح المعسكرات لها، بل وزراعة الخلايا النائمة في دول المنطقة استعداداً لساعة الصفر. فالعميد عسيري أكد على أن (أول من ابتكر آلية العمل من خلال الميليشيات) هي إيران، وهذه الحقيقة تمثلت في الكثير من القوى الإرهابية بالمنطقة، فقد نجحت إيران في زراعة تنظيم (حزب الله اللبناني) كتنظيم إرهابي في لبنان أثناء الحرب الأهلية (13 أبريل 1975 - 13 أكتوبر 1990)، فقد خرج حزب الله اللبناني من رحم الحرب الأهلية ليؤسس له قاعدة في الضاحية الجنوبية ببيروت، ويصبح حزب الله اليد الإيرانية لزعزعة أمن المنطقة، وهذا التنظيم الإرهابي يرى ويشاهد اليوم وهو يعيث بالأراضي السوري، قتلاً وهدماً وتهجيراً للمواطنين بالجنب مع الحرس الثوري الإيراني والطيران الروسي، بل إن هذا التنظيم يقوم بالتدخل المباشر في شؤون دول مجلس التعاون، ولمن شاء فليتأمل في تدخله السافر في البحرين منذ فبراير عام 2011م. لم تكتفِ إيران بإنشاء حزب الله اللبناني الذي تم إدراجه مؤخراً ضمن التنظيمات الإرهابي، ولكن تم تفريخ الكثير من الجماعات، ودعمها بالسلاح والمتفجرات، وتدريبها في معسكرات داخل إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن، فتنظيم الدولة (داعش) وحزب الدعوة العراقي وجماعة الحوثي والمخلوع صالح هم جميعها يسيرون ضمن المشروع الإيراني التدميري بالمنطقة، لذا فإن العميد عسيري كشف عن خطورة النظام الإيراني الراعي الرسمي والبلاتيني والذهبي لتلك الجماعات. لقد أشار العميد عسيري في مؤتمره الصحفي بأن تمرين (رعد الشمال) إنما هو (لرفع كفاءة الجيوش في العمليات غير النظامية، ما يعزز مواجهة الإرهاب عسكرياً وأمنياً)، ففي الوقت الذي يقف فيه العالم عاجزاً عن مواجهة الجماعات الإرهابية كما هو حاصل اليوم في العراق وسوريا فإن السعودية قد قامت بالتحرك لعمل التحالف الإسلامي لمواجهة ذلك الخطر، فالعصابات الإرهابية المدعومة من إيران تتحرك بشكل غير نظامي، لذا قام التحالف الإسلامي بهذه التمارين لمواجهة الجماعات الإرهابية التي تكاثرت اليوم في العراق وسوريا. من هنا فإن على شعوب المنطقة العربية والإسلامية الاستعداد لمواجهة خطر العصابات الإرهابية، وتفويت الفرصة عليها بقطع الطريق على راعية الإرهاب بالمنطقة (إيران)، يجب أن تتكاتف شعوب المنطقة والتحرك لمعرفة خطورة المشروع الإيراني التوسعي، فالعصابات والمليشيات الإرهابية اليوم جميعها مرتبط من السرة بإيران، لذا يجب قطعه قبل أن يسقط الكثير من الشباب والناشئة في فخ تلك التنظيمات.
مشاركة :