لقد جاء البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية مساء الأربعاء الماضي (30 سبتمبر) حول الكشف عن مخبأ للمتفجرات تحت الأرض داخل منزل وورشة لتصنيع القنابل محلية الصنع بقرية النويدرات ليشكف ويؤكد أن المخطط الإيراني بالمنطقة مازال قائماً، وأن تعهداتها لمجموعة (5+1) حول البرنامج النووي وعدم الإضرار بدول المنطقة ما هي إلا أكاذيب تمارسها الحكومة الإيرانية، فرغم تحذير وزارة الداخلية من استغلال إيران للشباب والناشئة في مثل تلك الأعمال الإرهابية إلا أن تلك العقول لاتزال تعمل لإشعال نار الفتنة كما جرى للعراق وسوريا ولبنان واليمن. لقد تم الكشف عن كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار والتي قدرت بما يفوق (1.5) طن ومن ضمنها مادة C4 وRDX شديدة الانفجار ومادة TNT بالإضافة إلى مواد كيميائية وعدد من العبوات المتفجرة الجاهزة للاستخدام وأسلحة أوتوماتيكية ومسدسات وقنابل يدوية وكميات من الذخائر الحية والأجهزة اللا سلكية، والمتأمل فيها يرى أنها لم تكن مخبأة ومجهزة لإثارة شغب في شارع أو تعكير أمن في طريق ولكنها لتدمير مجتمع بأسره. لقد جاء في تصريح سابق لوزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة حول تهريب أسلحة إيرانية إلى داخل البلاد بأنها كفيلة بمحو المنامة، وكان هذا التصريح على هامش زيارته إلى باريس في أغسطس الماضي (2015م)، فقد كشفت التحقيقات حينها عن ضبط مادة C4 شديدة الانفجار في يوينو ويوليو من العام ذاته، فإذا بالتحقيقات تكشف عن مخبأ آخر للمتفجرات في قرية النويدرات بمنزل وورشة، والمؤشر يؤكد أن هناك أكثر من مخزن ومخبأ وهذا دليل أن المستهدف ليس العاصمة المنامة فقط ولكن البحرين بأسرها. لقد أكد مصدر وزارة الداخلية أن العناصر الإرهابية التي تم القبض عليها لها ارتباط وثيق بعناصر إرهابية موجودة بالعراق وإيران، وهذا ملاحظ منذ بداية المحاولة الانقلابية في البحرين في فبراير ومارس عام 2011م والتي أطلق عليها الانقلابيون عبارة الثورة الإسلامية، فإيران ومنذ أن أكد الشعب البحريني على عروبيته واستقلاله أمام الموفد الأممي السير جوشيادري في مارس عام 1970م وهي تحاول العبث بأمن واستقرار البحرين، الجميع يعلم أن الأعمال الإرهابية اليوم هي صنيعة إيرانية، والأدوات المستخدمة مرسلة من إيران، والمخطط والمؤامرة جميعها من قبل الحرس الثوري الإيراني، وهذا ما يؤكد على أنه لا مخرج لتلك الفتنة إلا إذا توقفت إيران عن دعم تلك الخلايا، فلا الحوار مع القوى السياسية يجدي، ولا تقديم التنازلات لها يؤثر، ولا حتى الوساطات معها تنفع، فإيران هي التي تعبث بأمن المنطقة!. لا يمكن أن تكون تلك المخابئ والمخازن، ولا الخلايا النائمة والمتوحشة بصنيعة داخلية، إنها سلسلة هرمية إجرامية لتدمير هذه المنطقة أو تركها في خراب موحوش يدمر بعضه بعضا على أقل تقدير، فإيران تخطط وتدرب وتعسكر ثم تترك الباقي للشباب والناشئة لتنفيذ ذلك. لماذا النويدرات وقبلها داركليب لتخزين المتفجرات والقنابل والأسلحة رغم خطورتها؟ وهذا سؤال يطرح اليوم في المجالس والمنتديات، إن من خبأها في تلك الأماكن يحاول أن يؤثر على مناطق نفوذ مشروع ولاية الفقيه، فهو يسعى لتصوير تلك المناطق على أنها على غرار الضاحية الجنوبية ببيروت، وأنها معقل حزب الله الإرهابي، وهي محاولات بائسة تحبطها قوات مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية. إن بيان وزارة الداخلية جاء في آخره رسالة لأولياء الأمور ورجال الدين والسياسة والإعلام بالمحافظة على الشباب والناشئة وحمايتهم من التحريض الممنهج والنأي بهم عن ارتكاب الأعمال الإرهابية والإجرامية المخالفة للقانون، من هنا فإن المسؤولية مشتركة لحماية المجتمع من تلك الأعمال، ويكفي الفرد أن يرى آثار ما يعرف بالربيع العربي ليكتشف حجم المؤامرة التي تتعرض لها المنطقة.
مشاركة :