شدد تقرير أصدرته إرنست ويونغ أخيراً على ضرورة أن تتكّيف البنوك مع تطلعات ومواقف موظفيها خاصة وأن جيل الألفية الحالية (مواليد عام 2000 وما يليه) سيشكل 72% من القوة العاملة في العالم بحلول 2025، ويعيد تشكيل الاقتصاد العالمي لعقود مقبلة، مؤكداً أن تطوير بيئة ملائمة لموظفي البنوك الجدد لم يعد أقل أهمية عن تطوير المنتجات أو الحلول. وأشار تقرير توقعات البنوك العالمية 2016 الذي يتناول بشكل رئيسي مستقبل القوة العاملة في القطاع المصرفي أن فهم توجهات هذا الجيل الجديد من المصرفيين المختلف كثيراً عن الجيل السابق سيكون أمراً حيوياً لنجاح الصناعة المصرفية، وأن على البنوك ألا تكتفي بتوظيف الأشخاص المناسبين للمهام المطلوبة فحسب، بل أن تخلق لهم البيئة المناسبة لتحقيق تطلعاتهم وأهدافهم، وأن تنجح بالاحتفاظ بهم في المحصلة. وقال البروفيسور روجر ستير من كلية كاس للأعمال في لندن أن جيل الألفية يعيشون اليوم في مجتمع مفتوح ونابض بالحياة متنوع وديمقراطي، ولكنهم حين يأتون للعمل في معظم البنوك يجدون بيئة مختلفة كلياً تتسم بالانغلاق والنمطية والخضوع، مشيراً إلى أن البنوك هي من أكثر المؤسسات التي تخلق تلك البيئة الجوفاء. سمات وأضاف ستير: جيل الألفية يحب الحركة، وسيقوم بتغيير مكان العمل وحتى الوظيفة إن شعر أنه لا يتقاضى الراتب العادل، كما أنه ينجذب إلى الحوافز التي تركّز على خلق بيئة عمل مرنة، وهو بارع جداً في التعامل مع التقنيات الحديثة ويستخدمها لجعل حياته أسهل. وربما من المفيد أن نذكر أن هذا الجيل قد لا يكون لديه روح العمل ضمن فريق، أو ينتج كثيراً وربما يعتقد الآخرون أنه صعب المراس أو يفتقد الخبرة، ولكنه في المقابل متعاون ويحب ريادة الأعمال والمشاركة ويتشوق للتعبير عن رأيه وسماع آراء الآخرين، بهدف تحسين وتوسيع مجتمعاتهم. خطوات وأكد التقرير أنه على البنوك المسارعة دون إبطاء في إجراء عدد من الخطوات التي تهدف لاحتضان القوى العاملة الجديدة من جيل الألفية مثل تقييم التقنيات التي يستخدمها الموظفون في عرض المنتجات والحلول، خصوصاً مع انتقال زخم العمل أكثر فأكثر إلى العالم الافتراضي، وخلق بيئة واضحة القيم والأهداف وتشجع التواصل والتعاون الفعّال والاستماع إلى الآراء التي قد تبدو مختلفة، وجذب موظفين من بيئات وخلفيات مختلفة. وحدد التقرير ملامح التحول الحاصل في الصناعة البنكية، فاليوم ينحصر التركيز في القطاع على تلبية الضوابط ودعم التقنيات وإعادة الهيكلة وتقليص التكلفة. فيما سينصب التركيز في المستقبل على آداب المهنة، والمسؤولية الاجتماعية والابتكار وريادة الأعمال وتقديم خدمة تخصصية للعميل. إدارة الاختلاف أشار التقرير إلى أهمية إدارة الاختلافات بين أنواع مختلفة من الموظفين في تسخير قدراتهم بشكل جمعي، محذراً من أن البنوك قد تواجه تحدياً في دمج الأيديولوجيات والمواقف المختلفة لجيل الألفية من جهة والأجيال السابقة التي لا تزال على رأس عملها من جهة أخرى، مشيراً إلى أن حوالي 75% من مديري البنوك يجدون صعوبة في إدارة فريق متعدد الأجيال. خبرات ذكر التقرير: إن الموظفين الأقدم والأكبر سناً هم قادرون أكثر على توفير الاستشارة المالية والاستثمارية للعملاء. ولكنهم في المقابل، أقل مهارة في التكيف مع التقنيات الجديدة والأدوات المستخدمة في عملية البيع. وفي حين أن جيل الألفية هم بارعون أكثر في الأمور المتعلقة بالتقنية، إلا أنهم قد يفتقرون في هذه الآونة إلى المعرفة والخبرة والوقار المطلوبين في عملية البيع.
مشاركة :