حافظت أسواق النفط والطاقة العالمية على تضاربها منذ بداية العام الحالي وحتى اللحظة على مستوى توقعات الأسعار وأنشطة الإنتاج والقدرة على ضبط المعروض والتحكم بالقدرات الإنتاجية لدى كافة الدول المنتجة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، كما وحافظ المنتجون على الفجوة فيما بينهم على مستوى الاتفاق في إدارة المعروض وتفادي انهيار أسعار النفط. في الوقت الذي أخذت فيه أسعار النفط تتعارض مع كافة التقارير والتوقعات الصادرة عن الكثير من الجهات المتخصصة حول العالم تارة، وتنسجم معها تارة أخرى ولكن على أساس قصير الأجل، بما يتعارض مع طبيعة قطاع الطاقة وحجم الاستثمارات وطبيعة القرارات الاستراتيجية المتخذة والاتفاقيات الجاري إنجازها بين كبار المنتجين والتي تتطلب وقتاً طويلاً لتنعكس على أداء الأسواق والأسعار المتداولة. وفي السياق، يستحوذ مؤشر إنتاج النفط الأمريكي على أهمية متصاعدة من أداء مؤشر أسعار النفط لدى الأسواق العالمية ويستحوذ على تأثير إضافي عند الحديث عن إدارة المعروض لدى الأسواق بكفاءة، وبالتالي فإن الحديث عن استقرار الأسواق لن يحدث طالما بقي التذبذب والتقلب المسجل على أسعار النفط على حاله دون استقرار، يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى الحفاظ على أسعار دولار قوي وعلى صادرات مرتفعة وسيطرة على تحركات أسواق الطاقة. يذكر هنا أن متوسط الإنتاج الأمريكي من النفط قد ارتفع خلال العام الماضي لأعلى مستوى في 43 عاماً، ليصل متوسط الإنتاج إلى 9.4 مليون برميل يومياً وهذا المستوى يمثل نموا بنحو 89% عن المستوى المسجل في العام 2008، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثر إنتاج النفط الأمريكي بتراجع إمدادات النفط الصخري والذي يتأثر في الغالب بسبب مؤشر التكاليف والإنفاق وأسعار النفط المتداولة. ولا بد من الإشارة هنا إلى حدوث تغيرات جوهرية على إنتاج النفط الصخري الأمريكي، حيث كان الحد الأدنى الذي يسمح لمنتجي النفط الصخري هو مستوى 70 دولاراً للبرميل، في حين بات الحديث في الوقت الحالي عن مستوى 40 دولاراً للبرميل، وهو رقم قريب جداً من متوسط الأسعار الذي تعتمد عليه الموازنات السنوية لدول المنطقة المنتجة للنفط، كما ينطوي على مؤشرات قوية تنذر بارتفاع مستوى المنافسة بين المنتجين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كفاءة الإنتاج من خلال إدخال المزيد من التقنيات المتطورة لتحسين كفاءة الإنتاج ستصب في صالح ضبط تكاليف الإنتاج إلى ما دون 40 دولاراً، أي تحول النفط الصخري من قطاع هامشي مرتفع التكلفة وقليل التأثير على مسارات الأسواق والأسعار إلى منتج منافس رئيسي في الأسواق ومصدر قلق لكبار المنتجين حول العالم، وهذا يعني اعتبار النفط الصخري مصدراً رئيسياً من مصادر الطاقة والأخذ بهذه الحقيقة عند إعداد الخطط والاستراتيجيات ذات العلاقة بالإنتاج والأسعار والعلاقات بين الدول منتجة أو مستهلكة. أهم الأحداث في قطاع النفط والغاز خلال الأسبوع (في منطقة الخليج) الإمارات أفاد الرئيس التنفيذي لشركة دانة غاز باتريك أولمان، أن الشركة ستبدأ بحفر البئر الاستكشافية في مصر خلال أبريل /نيسان القادم، بالتعاون مع شركة بي بي البريطانية، على أن تظهر النتائج بحلول أكتوبر/ تشرين الأول 2016. وأوضح أولمان، أن قيمة الفواتير التي قدمتها الشركة للحكومة المصرية، والتي لم يتم دفعها بعد تقدر بحوالي 250 مليون دولار، مبيناً أن 150 مليون دولار منها استحقت، وتخطت مدة 90 يوماً للدفع. وأكد الرئيس التنفيذي للشركة، أن دانة غاز ستستمر بزيادة استثماراتها في مصر، متوقعاً ارتفاع الإنتاج خلال الربع الأول من العام الجاري. وكانت دانة غاز قد وقعت اتفاقية مع شركة بي بي تتولى بموجبها عمليات حفر أول بئر استكشافية في القطاع رقم 3 ضمن منطقة امتياز حقل المطرية بدلتا النيل البرية. وستتولى شركة بي بي بصفتها شريكاً في حقوق التشغيل، تمويل كامل تكاليف حفر البئر، بما في ذلك تكاليف حصة دانة غاز البالغة 21 %، على ألا تتجاوز تلك التكاليف المرتبطة بحصة الشركة الأخيرة، 33 مليون دولار كحد أقصى، بموافقة الطرفين. وكشفت دانة غاز، عن البدء ببيع الغاز المنتج من حقل الزوراء في 28 فبراير /شباط 2016، مبينة أن إنتاج الغاز قد بدأ بالفعل في 14 يناير/ كانون الثاني 2016 لكن بصورة متقطعة، بسبب أعمال اختبار جاهزية المصنع. ويمتد حقل الزوراء للغاز ضمن مكمن جيولوجي في المياه الإقليمية بين إمارتي الشارقة وعجمان، على مساحة 35 كم مربعاً، ومن المتوقع أن تبلغ طاقته الإنتاجية 40 مليون قدم مكعبة من الغاز (6650 برميلاً من النفط المكافئ يومياً). وأعلنت شركة بترول الإمارات الوطنية اينوك بدء مشروع تجريبي رائد لتركيب أنظمة اللوحات الشمسية الكهروضوئية PV ضمن محطات الخدمة بهدف تخفيض انبعاثات الكربون وتحقيق توفير في الطاقة يتجاوز نسبة 50 في المئة. وستبدأ تركيب أول نظام للوحات الشمسية الكهرضوئية PV في محطة خدمة مدينة دبي للإعلام كجزء من برنامج اينوك لإعادة بناء المحطة. وأضافت أنه سيتم تركيب ألواح الطاقة الكهروضوئية PV على أسقف محطات الخدمة التابعة للشركة ومن المتوقع أن تتمكن هذه الأنظمة الكهروضوئية من توليد طاقة كهربائية تتراوح بين 100 و120 كيلوواط خلال النهار بما يعادل 50 إلى 60 في المئة من إجمالي استهلاك الطاقة في المحطة. الكويت وقعت مؤسسة البترول الكويتية مذكرة تفاهم مع مسؤولين باكستانيين تقوم بموجبها الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبيك) ذراع المؤسسة الخارجي في مجال الاستكشاف بتطوير حقول النفط الباكستانية. ولم يتم ذكر القيمة المالية للعقود الموقعة. يذكر أن الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية تعمل في باكستان منذ أكثر من ربع قرن استثمرت خلالها أكثر من مليار دولار في عدد من الحصص التشغيلية في إقليم السند جنوب شرقي جمهورية باكستان. وتقوم الشركة الكويتية بتشغيل قطاع جاتي الاستكشافي الواقع في نفس المنطقة، حيث استطاعت كوفبيك أخيراً الحصول على ترخيص استكشافي وامتياز بترولي في قطاع بهاربور شمال باكستان. من ناحية ثانية، بلغ إنفاق شركة نفط الكويت على عقد شل ما قيمته 434.5 مليون دولار، من أصل قيمته القصوى البالغة 800 مليون دولار ل 5 سنوات، وتم إصدار أمر تغييري بتمديد مدة العقد حتى 31 مارس/آذار الجاري. وتدرس الشركة حالياً تمديد عقد شل، لاسيما أن عقود تطوير الحقول النفطية تستمر لفترات طويلة لنقل التكنولوجيا والخبرات الفنية التي نحتاج إليها لتطوير حقول الغاز. ورصد ديوان المحاسبة مخالفة جديدة لشركة نفط الكويت تتمثل في عدم إجازة إعفاء الجهات التي تخضع لأحكام قانون الضريبة أن تنقل العبء الضريبي إلى الشركة صاحبة العقد، حيث بلغت الضرائب عن السنوات الخمس من العقد ما قيمته 32 مليون دولار.
مشاركة :