وجدت دراسة حديثة نشرت نتائجها بمجلة الطبيعة، وأجريت على الفئران، أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون يزيد من احتمال الإصابة بأمراض السرطان من خلال دعم زيادة إنتاج الخلايا الجذعية بالأمعاء وكذلك بتحفيز الخلايا الأخرى لتكون شبيهة بالخلايا الجذعية. تتفق جميع الدراسات التي أجريت على مدى الـ10 سنوات الأخيرة على أن البدانة وتناول الأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية أمور غاية في الخطورة تجعل الشخص عرضة للإصابة بأمراض السرطان بما فيها سرطان القولون، أما الدراسة الحديثة فقد توصلت إلى الآلية التي يحدث بها ذلك، فالدهون العالية تؤثر في بيولوجية الخلايا الجذعية بالطبقة المبطنة للأمعاء مما يساعد على ظهور أمراض السرطان، فعندما تم إطعام الفئران بأطعمة غنية بالدهون أدى ذلك إلى ازدهار إنتاج الخلايا الجذعية بالأمعاء، كما أصبحت بعض الخلايا الأخرى الموجودة بالأمعاء شبيهة بتلك الخلايا الجذعية مما يؤهلها لأن تصبح هي أيضاً خطراً مهدداً بظهور الأورام. تعتبر الخلايا الجذعية خلايا منذرة تتضاعف بصورة مستمرة مع المقدرة على تشكيل خلايا مختلفة، ويفسر ذلك د. عمر يلمظ ــ أحد أعضاء فريق البحث الذين أجروا الدراسة ــ قائلاً: الدهون العالية لا تحدث تغير بحيوية الخلايا الجذعية فقط، بل تؤثر أيضاً في الخلايا الأخرى غير الجذعية وهما عاملان يزيدان من فرصة تكون الأورام. تبين أيضاً من خلال التجارب على الفئران أن تلك الخلايا الجذعية تعمل بصورة مستقلة عن الخلايا المحيطة بها ؛ فالوضع الطبيعي هو تفاعل الخلايا الجذعية مع الخلايا المحيطة بها والداعمة لها (الخلايا المتخصصة) حيث تقوم الأخيرة بتنظيم عمل الخلايا الجذعية وتشير لها عندما يحين موعد تمايزها إلى خلايا محددة الأنسجة، بل أكثر من ذلك وجد أن الخلايا الجذعية المستزرعة بالمختبر المأخوذة من فئران تغذت على الدهون العالية، تمكنت من إنتاج مجموعات صغيرة من الأمعاء مقارنة بالخلايا الجذعية لفئران لم تتناول الدهون العالية، ويتضح من ذلك أن الشخص الذي يتناول دهون عالية لا تتضاعف لديه الخلايا الجذعية وحسب، بل تتغير كذلك طبيعة الأخرى فتصبح قادرة على تكوين الأورام، ويعمل الباحثون الآن على إيجاد علاج يستهدف الأورام الناتجة عن السمنة.
مشاركة :