نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين مطلعين، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تجري محادثات مع فيتنام حول اتفاق لأضخم عملية نقل أسلحة في التاريخ بين الخصمين السابقين إبان الحرب الباردة، وهو اتفاق قد يؤدي إلى إثارة غضب الصين وتهميش روسيا. وذكر أحد المصدرين، أن الصفقة التي قد تكتمل خلال العام المقبل، من شأنها أن تحقق الشراكة التي تم تحديثها في الآونة الأخيرة بين واشنطن وهانوي ببيع أسطول من طائرات «F16» المقاتلة الأميركية في وقت تواجه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا توترات مع بكين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. وما زال الاتفاق في مراحله الأولى ولم تحدد شروطه الأساسية بعد وربما لا يتم إبرامه، لكنه كان موضوعاً رئيسياً في المحادثات الرسمية بين البلدين. وذكر المصدر الآخر، أن واشنطن تدرس هيكلة شروط تمويل خاصة للمعدات باهظة الثمن التي يمكن أن تساعد هانوي في التخلي عن اعتمادها التقليدي على الأسلحة الروسية منخفضة التكلفة، في وقت تعاني فيتنام من أزمة مالية. ومن الممكن أن يؤدي إبرام صفقة أسلحة كبيرة بين الولايات المتحدة وفيتنام إلى إثارة غضب الصين التي تشعر بالقلق من الجهود الغربية لمحاصرتها. ويتصاعد النزاع الإقليمي طويل الأمد بين فيتنام والصين في بحر الصين الجنوبي، مما يفسر سبب سعي فيتنام إلى بناء دفاعات بحرية. وفي وقت سابق من العام أثار الكشف عن قيام الصين ببناء منشأة عسكرية في قاعدة «ريام» البحرية في كمبوديا جارة، مخاوف في فيتنام المجاورة، خصوصاً لأن «ريام» قريبة جداً من القاعدة البحرية الفيتنامية في جزيرة فو كووك. وما أثار حفيظة فيتنام أنها ليست فقط جارة شقيقة لكمبوديا، بل وحليفتها التقليدية، وكشفت الأنباء عن تطوير «ريام»، مقدار النفوذ الذي خسرته فيتنام في كمبوديا في السنوات الأخيرة. في سياق متصل، أعلنت الصين وتيمور الشرقية رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة، مما قد يمنح بكين المزيد من النفوذ في المنطقة. وأعلن الاتفاق الذي يتضمن تعاوناً عسكرياً ونفطياً واقتصادياً بعد اجتماع الرئيس الصيني شي جينبينغ مع زانانا جوسماو رئيس وزراء تيمور الشرقية في مدينة هانغتشو شرق الصين قبل حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية. إلى ذلك، أكد وزراء خارجية مجموعة «كواد» الرباعية التي تضم اليابان والولايات المتحدة وأستراليا والهند في اجتماع عقدوه أمس الأول، على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أن المجموعة ستعارض أي تغييرات أحادية للوضع الراهن بالقوة، في إشارة إلى قضية تايوان والتحركات الصينية البحرية المتزايدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعدوان الروسي على أوكرانيا.
مشاركة :