الاحتجاج .. من معارضين يائسين إلى باحثين عن الاهتمام

  • 9/25/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

المناطق-متابعات كانت بضع ثوان شعرت فيها بالفزع. بينما قفز معارضان بلافتاتهما وبدآ الصراخ أثناء حدث كنت أديره، مر برأسي عدد من الأفكار – ولم تكن أي منها قريبة من التفكير الإيجابي. أتت هذه اللحظة في مهرجان فاينانشيال تايمز لعطلة نهاية الأسبوع حينما كنت أترأس لجنة حول حزب العمال. كانت الضيفة الرئيسة ريتشل ريفز، مستشارة حكومة الظل، التي بدأت أسألها لتوي عن قرارها الأخير باستبعاد ضرائب الثروة الجديدة عندما قفز محتجان ليشيرا إلى أنها قررت أخيرا استبعاد ضرائب الثروة الجديدة. بعد لحظة الذعر الحتمية والأفكار غير الصالحة للنشر، تدفقت الأسئلة في عقلي. كيف أسرع نهاية هذه المقاطعة؟ من هؤلاء الأشخاص؟ كيف استطاع محتجون على الثروة تحمل تكلفة رسوم دخول مهرجان فاينانشيال تايمز لعطلة نهاية الأسبوع المكونة من ثلاثة أرقام؟ وأخيرا، أين جوني بيرستو (لاعب كريكت في المملكة المتحدة) عندما نحتاج إليه؟ عندها أنقذني انزعاجي من الأمر، فقد طرحت للتو السؤال نفسه الذي أرادا ذكره. لذا سألتهما إن كانا يريدان سماع الجواب أم فقط الصراخ؟ من الواضح أن ذلك فاجأهما فترددا قبل أن يتذكرا أنهما أرادا الصراخ. لكن التردد كان قاتلا، فقد ضغطنا عليهما حتى وصل طاقم المهرجان وفي تلك اللحظة صمتا وغادرا. لكن بعد ذلك، كان الشعور الرئيس الذي انتابني هو الازدراء. كان أولئك محتجون يائسون، وكان هناك عدد أكثر من اللازم من الكلمات على لافتاتهم، وحتى إنني لا أتذكر اسم منظمتهم الآن. الأسوأ من ذلك هو أنهم توقفوا عند أول بادرة من السلطات. بجدية، لقد رأيت معارضة أكثر حيوية من تلك عندما نطلب من أبنائنا المساعدة في أعمال المنزل. بعد يومين اتضح تفسير تصرفهم جزئيا عندما تلقيت بيانا صحافيا يفصل اعتداءهم البطولي على فورتريس هامبستاد مع صور وفيديو لانتصارهم. فبعد اقتناصهم على الفرصة لم يعد هناك داع للبقاء. ما بينته تلك الحادثة هو أن السياسة اقتصرت على فن الأداء بالنسبة إلى نوع معين من النشطاء. دقيقتان من الاضطراب، وفيديو، وبيان صحافي تحل محل أي محاولة جاهدة لكسب القلوب والعقول. إذا كانت هذه هي الطريقة التي ستسير بها الاحتجاجات في المستقبل، فقد نصل إلى تسوية نفعية بحيث نؤخر بدء أي حدث مستهدف لدقيقتين، لكي يستطيع بعض المحتجين الحصول على بعض اللقطات لهم وهم يصرخون بشعارات ناقشوها. ثم يوافقون بعد ذلك على الذهاب بهدوء. لطالما كانت سياسة المبادرات موجودة لكن الأمر المذهل في كثير من الاحتجاجات المدفوعة بوسائل التواصل الاجتماعي هو انعدام الاستراتيجيات السياسية التي تقوم عليها. يبدو الأمر كأن الأداء هو الهدف الوحيد. لا توجد خطة للإقناع، وفي بعض الحالات – ولا سيما محتجي المناخ الذين يسدون الطرق – يبدو أن هناك جهدا واعيا لإبعاد الناس العاديين وفقدان الدعم (على الرغم من أن حاجبي الطرق مستعدون على الأقل لتكبد الاعتقال والمحاكمة). يتلخص ذلك في إلقاء قصاصات برتقالية على سياسي سابق في حفل زفافه، تصرف لا طائل من ورائه لدرجة أن الأداء هو الهدف الوحيد الممكن. نعم، يلاحظك الناس، لكن إن لم تكن هناك خطة لتحويل هذا الاهتمام إلى دعم يتعين على السياسيين أخذه على محمل الجد، فأنت مجرد باحث عن الاهتمام. مثل نشاط “الهاشتاج” على وسائل التواصل الاجتماعي، يبدو أن كثيرا من الحملات السياسية تدور حول الناشط لا القضية. يتعلق الأمر بنشر صورة على حسابك في إنستجرام. إنه نوع السياسة الذي لا يغير شيئا لكنه يجعلك تشعر بالرضا عن نفسك. إنها حملة لأولئك الذين يريدون أن يعدوا أنفسهم نشطاء لكن لا يمكنهم حقا تحمل عناء مواصلة ذلك. من ناحية أخرى، بصفتي شخصا يشارك في المناسبات العامة، ربما يجب علي ألا أشكو. هذا هو نوع التدخل منخفض التأثير الذي يناسب الجميع.

مشاركة :