القصة الكاملة لتعرية الدبلوماسية الهندية

  • 1/2/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مازالت قصة اعتقال وتعرية الشرطة الأمريكية للدبلوماسية الهندية ديفياني خوبراجاد خلال اعتقالها في نيويورك مطلع الشهر الماضي تحظي بالاهتمام والمتابعة بعد أن فجرت بركان من الغضب الهندي غير المسبوق ضد الحليف الأمريكي. ديفياني- التي وجهت إليها اتهامات من قبل الإدعاء الأمريكي بتزوير تأشيرة دخول فيزا عاملة منزلها روت لزملائها في رسالة بالبريد الالكتروني تفاصيل اعتقالها, وكيف أن الشرطة الأمريكية اعتقلتها وهي ترافق ابنتها إلي المدرسة, وأن حصانتها الدبلوماسية لم تحل دون التفتيش الذاتي وتعريتها ولا من تكبيل يديها ولا من اعتقالها لمدة أسبوع مع المجرمين ومدمني المخدرات, علي حد تعبيرها, ولم يتم الإفرج عنها إلا بعد دفع كفالة250 ألف دولار. أمريكا تعاملت مع ديفياني علي أنها مجرمة خالفت قوانين العمل الأمريكية بعد اتهام الخادمة الهندية لها بسوء المعاملة وبدفع أجر زهيد لها, بينما اعتبرتها الهند ضحية عمل بربري ومعاملة مهينة تتناقض مع اتفاقية فيينا, وأنه يجب الاعتذار لها. ووجدت واشنطن نفسها أمام تصعيد سياسي ودبلوماسي بل وشعبي لم تكن تتوقعه من نيودلهي, حيث كشرت الأخيرة عن أنيابها واتخذت عددا من الإجراءات التصعيدية من بينها سحب بطاقات الهوية الممنوحة للموظفين الأمريكيين العاملين لديها, والتي تتيح لهم المرور بسرعة أكبر من بوابات المراقبة في المطارات والأماكن العامة. كما قامت بإزالة الحواجز الأمنية أمام السفارة الأمريكية في نيودلهي, وهو إجراء انتقامي قد يسفر عنه كارثة وقوع هجوم إرهابي من قبل متطرفين يستهدف السفارة. وردا علي اتهام ديفياني-39 عاما- باستئجار خادمة هندية بأجر زهيد ومعاملتها كالعبيد, طالبت السلطات الهندية الدبلوماسيين الأمريكيين بالكشف عن الأجور التي يدفعونها إلي العاملين معهم, كما دعت المدارس الأمريكية إلي تقديم كشف مرتبات أيضا عن المتعاونين معها من الهنود. وبالإضافة إلي ما سبق, وحتي يمكن حماية ديفياني من الملاحقة القضائية الأمريكية, طلبت الهند رسميا من بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الموافقة علي إلحاق الدبلوماسية بوفدها في المنظمة الدولية لمنحها مزيدا من الحصانة الدبلوماسية, خاصة أنها تواجه السجن15 عاما كحد أقصي إذا أدينت في التهمتين. وحاولت الإدارة الأمريكية بكل السبل تهدئة ثورة الغضب الهندية, واعترف البيت الأبيض بأن قضية الدبلوماسية الهندية ملف حساس, لكنه لا يشكل مؤشرا علي حالة العلاقات الأمريكية- الهندية التي تسودها صداقة عميقة وكبيرة واحترام متبادل. كما أعرب جون كيري وزير الخارجية الأمريكية خلال اتصال هاتفي مع مسئولين هنود عن أسفه لتعرية الدبلوماسية وقلقه من تأثير الحادث علي العلاقات. كما أشارت الخارجية الأمريكية إلي أن الدبلوماسية الهندية لا تتمتع بحصانة كاملة, وأن اتفاقية فيينا تنص علي أن الحصانة تكون في حالة الجرائم التي ترتكبها خلال عملها الدبلوماسي. لكن سلمان خورشيد وزير الخارجية الهندي أصر علي ضرورة إسقاط واشنطن التهم عن الدبلوماسية, قائلا إن الاتهامات ضدها غير مبررة, وإن القضاء الهندي وليس الأمريكي هو المختص بالفصل في مثل هذه القضايا. بل أن المدهش أنه تم التعامل معها علي أنها بطلة قومية وتم دعوتها لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في.2014 كما رفض كبار الساسة في الهند لقاء وفد من الكونجرس الأمريكي. تعرية الدبلوماسية أثارت سخط الهنود الذين خرجوا في مظاهرات تندد بالعدوان الأمريكي علي الكرامة الوطنية والانتهاك الفاضح لحدود الأدب. المتظاهرون الهنود وضعوا صور الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي أجسادهم العارية, وهو ما يعكس الغضب الهندي ضد انتهاك الشرطة الأمريكية لجسد ديفياني. حادثة الدبلوماسية الهندية جاءت بعد أسبوع من إعلان نانسي باول السفيرة الأمريكية في نيودلهي عدم توقيع اتفاق الشراكة الهندي الأمريكي, وتوضيحه أن الولايات المتحدة تفضل مقاربة مرنة لقضية التعاون الإستراتيجي الحساسة.

مشاركة :