بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فقد سمعت وأسمعت مقطعا صوتيا لأحدهم في خطبة الجمعة وهو يرفع صوته بتأثر وتأثير، فرد علي أحدهم بقوله: (هذا انتهى من الدعوة، يجب خفض الصوت، وليكون مقبولا عند الناس)!. قلت: هذا كلام من لا يفهم فقه الخطبة المحمدية، ولم يستبن الطريقة الشرعية والسبيل المرعية فيها، فهو يقول برأيه وما تميل إليه نفسه، ومتى كان الشرع محكوما بآراء الناس وأذواقهم ومشاربهم وأهوائهم ونزواتهم؟ وقد قال ابن القيم-عليه رحمة الله- في كلام قيم ما نصه: “فصل في هديه صل الله عليه وسلم في خطبه كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب، احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش، يقول: (صبحكم ومساكم)” إلخ، وهو في صحيح مسلم. انظر: زاد المعاد، ٥٣٣/١، ط ١ لابن حزم، ١٤٤. وكتابه هذا كتاب عظيم في السيرة النبوية، والشمائل المحمدية، وهو مشتمل على فقه دقيق، ونظر بالعناية حقيق، فهو يذكر ما في الغزوات مثلا من الدروس والعبر، فأنصح به جدا. للتوصل مع الكاتب abdurrhmanalaufi@gmail.com