هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

  • 5/16/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن حال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان كحاله في غيره من الشهور، وذلك لعلمه بما خصه الله من فضل عن سائر أيام العام، فكان صلى الله عليه وسلم يكثر فيه من الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة والذكر والاعتكاف.وكان يخصُّ رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور، حتى إنه ربما واصل الصيام يومين أو ثلاثة ليتفرغ للعبادة، وينهى أصحابه عن الوصال، فيقولون له: إنك تواصل، فيقول: «إني لست كهيئتكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني»، رواه البخاري. وكان عليه الصلاة والسلام يحث على السحور فيقول: «تسحروا، فإن في السحور بركة»، رواه البخاري. وكان من هديه تعجيل الفطر، وتأخير السحور، فأما الفطر فقد ثبت عنه من قوله ومن فعله أنه كان يعجل الإفطار بعد غروب الشمس وقبل أن يصلي المغرب، وكان يقول: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر»، وكان يفطر على رطبات، فإن لم يجد فتمرات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء، وأما السحور فكان يؤخره حتى ما يكون بين سَحوره وبين صلاة الفجر إلا وقت يسير، قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية، وكان يدعو عند فطره بخيري الدنيا والآخرة. وكان صلى الله عليه وسلم لا يدع الجهاد في رمضان، بل إن المعارك الكبرى قادها صلى الله عليه وسلم في رمضان، ومنها بدر وفتح مكة، حتى سمي رمضان شهر الجهاد. وكان يصوم في سفره تارة، ويفطر أخرى، وربما خيّر أصحابه بين الأمرين، وكان يأمرهم بالفطر إذا دنوا من عدوهم ليتقووا على قتاله، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «كنا في سفر في يوم شديد الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة، وخرج عام الفتح إلى مكة في شهر رمضان، فصام حتى بلغ كُراع الغميم، فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: «إن بعض الناس قد صام»، فقال: «أولئك العصاة، أولئك العصاة»، رواه مسلم. وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ليجتمع قلبه على ربه عز وجل، وليتفرغ لذكره ومناجاته، وفي العام الذي قُبِض فيه اعتكف عشرين يوماً. وكان إذا دخل العشر الأواخر أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد مئزره مجتهداً ومثابراً على العبادة والذكر.;

مشاركة :