انطلقت، أمس الثلاثاء، فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمنتدى الإعلام العربي، التي تُعقد تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تمتدّ على مدار يومين. وتتميز هذه الدورة بمشاركة واسعة، حيث يشارك فيها أكثر من 3000 من المسؤولين الحكوميين، وقيادات المؤسسات الإعلامية الإماراتية والعربية والعالمية، ورؤساء تحرير الصحف، وكبار الكُتّاب والمفكرين والمعنيّين بقطاع الإعلام على امتداد العالم العربي، ضمن الحدث الإعلامي الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة. ويجسّد هذا المنتدى المستمر دون انقطاع، منذ أكثر من عقدين من الزمان، الاهتمام الكبير الذي تُوليه دولة الإمارات لقطاع الإعلام وجهودها المكثفة لتطويره بشكل دائم، وهو ما تبدّى في العديد من المؤشرات خلال العام الحالي على وجه الخصوص، ومنها تأسيس «المكتب الوطني للإعلام» في يناير الماضي، والذي يهدف إلى تطوير منظومة الإعلام في الدولة بما يخدم المصلحة الوطنية ويعزز موقع الدولة الإعلامي على المستوى الإقليمي والدولي، وتأسيس «مجلس الإمارات للإعلام» في فبراير الماضي، ويختصّ بمتابعة المحتوى داخل الدولة وتسجيل واعتماد الإعلاميين ومراسلي وسائل الإعلام الأجنبية، ويعمل على اقتراح التشريعات لتنظيم وترخيص وسائل الإعلام والأنشطة الإعلامية والنشر الإلكتروني في الدولة. وتُعقد الدورة الحادية والعشرون للمنتدى، التي تنهي أعمالها اليوم تحت شعار «مستقبل الإعلام العربي»، لتُسلّط الضوء على واقع الإعلام العربي ومدى تأثّره بالاتجاهات الإعلامية الحديثة، ولا سيّما تلك المتعلّقة بظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكيفية تعزيز الإسهام الإيجابي للإعلام العربي في صنْع مستقبل أفضل لعالمنا العربي، وهذه قضية ذات أهمية بالغة في ظل ما يشهده العالَمُ من تطورات متسارعة على الصعيد التكنولوجي، وفي ظل الدور المتعاظم الذي يقوم به الإعلام كشريك أساسي لعملية التنمية. وما يضفي المزيد من الأهمية على فعاليات هذه الدورة، عوامل عدة أساسية، أولها، تطرقها إلى عدد من القضايا المهمة مثل الشباب والبيئة والذكاء الاصطناعي، فضلاً عن موضوع الاستدامة، الذي يحظى بأهمية خاصة مع إعلان دولة الإمارات 2023 عاماً للاستدامة، واستضافة الدولة مؤتمرَ «COP28». وثانيها، مشاركة نخبة من الشخصيات السياسية والإعلامية في العالم العربي، منها جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون، والدكتور أنور محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، والدكتور عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، والشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان الرئيسة والمديرة التنفيذية للمسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، ونخبة من وزراء الإعلام العرب. وثالثها، الزخم الكبير لجدول أعمال الدورة، إذ يشمل أكثر من 75 جلسة يشارك فيها نحو 130 متحدثاً و160 مؤسسة إعلامية. وممّا لا شك فيه أن هذه الدورة التي خُصّصت لمستقبل قطاع الإعلام العربي هي فرصة مثالية لمناقشة معمّقة حول التطورات المتتالية التي يشهدها هذا القطاع وكيفية استثمارها لصالح دعم عملية التنمية في الدول العربية، وتعزيز طموحاتها إلى تحقيق المزيد من الإنجازات في ظل عالم تتسارع خطواته نحو المزيد من التقدم الذي ينبغي مواكبته، حتى لا يتخلّف العرب عن الركب. *صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.