أصعب ما يمكن أن يصيب الإنسان هو الأرق، إذ إن عدم الحصول على القدر الكافي من النوم، يسبب مشكلات لا تنتهي على مدار اليوم، فضلاً على البقاء دون تركيز كامل وهو ما يؤثر على العمل والحياة الطبيعية على مدار اليوم. جسم الإنسان ليس آلة؛ ما إن تُغيِّر شيئًا اعتاده يستجيب لك على الفور، بل يستغرق وقتًا كي يتأقلم على التغيُّر الطارئ عليه، خاصةً إذا تعلَّق ذلك بنظامٍ غذائيٍ اعتاده برهةً من الزمن، ولا شكّ أنّ الانخراط في حمية الكيتو، يتبعه تغيُّراتٍ، يتأقلم معها الجسم في إطارٍ زمنيٍ مُحدّد، وخلال مُدّة التأقلم، يُعانِي بعض الناس أرقًا قد يستمر شهرًا منذ بدء حمية الكيتو، فكيف تتعامل مع أرق الكيتو؟ أرقٌ قد يُصِيب الملتزمين بحمية الكيتو، خاصةً في الأيام الأولى من الانتظام على هذه الحمية، والتي تتضمَّن تناول أطعمة غنية بالدهون، فقيرة بالكربوهيدرات. قد يستمر ذلك الأرق بضعة أيامٍ أو شهرًا على الأكثر؛ إذ يُحاوِل الجسم التأقلم مع النظام الغذائي الجديد، ولا يستدعي أرق الكيتو قلقًا على المدى البعيد؛ إذ بيَّن بحثٌ حسب موقع "drinkhydrant"، أنَّه مع التعوُّد على حمية الكيتو، يتمكَّن المرء من النوم بعُمق. ومع ذلك ينبغي محاولة تسريع تأقلم الجسم مع حمية الكيتو؛ كي لا تطول فترة المعاناة من الأرق؛ لأنّ عدم حصول الجسم على كفايته من النوم، يُنذِر بالإصابة بأمراضٍ، مثل: ربطت دراسةٌ عام 2021 بين تناول طعامٍ صحي، والنوم الجيّد، وكذلك بين تناول طعامٍ غير صحي، كالأطعمة المُصنَّعة، أو المُتخمة بالسُّكريات، وتدهور جودة النوم. وهذا يُؤكِّد الرابط بين تناول أنواعٍ مُعيّنة من الطعام، وتأثُّر جودة النوم بالتحسُّن أو السوء، حسب نوع الطعام، وفقًا لما ذكره "verywellhealth". ربط الباحثون بين تناول أطعمة غنية بـ: وبين تحسُّن جودة النوم، ولا يُعلَم كيفية ذلك، لكنّ أغلب الظن أنّ هذه الأطعمة تُحفِّز إنتاج السيروتونين والميلاتونين، وهي هرمونات مُنظِّمة لعملية النوم. لذا فمن المُحتمَل أنّ يُؤدِّي تناول حمية فقير بالكربوهيدرات "كالكيتو" إلى الأرق، وإحداث خللٍ في الهرمونات المُنظِّمة للنوم. تتضمَّن الأسباب المُمكِنة لأرق الكيتو ما يلي: تظهر مجموعة من الأعراض إثر الانخراط في حمية الكيتو، وتُعرَف بـ "إنفلونزا الكيتو"، وهي تضمُّ ما يلي: وقد تستمر هذه الأعراض أيامًا، أو أسابيع؛ إذ يدفع نقص الكربوهيدرات الجسم إلى ظهور هذه الأعراض الشبيهة بأعراض الإنفلونزا، وقد يكون الأرق جزءًا من هذه الأعراض التي ألمّت بالإنسان بعد بدء نظام الكيتو. مع التوقف عن تناول الكربوهيدرات، يبدأ الجسم في استهلاك الجليكوجين "الغلوكوز المُخزَّن" لإنتاج الطاقة، والجليكوجين مُرتبط بالماء؛ لذا فاستخلاصه، يُفضِي إلى فقد كمية كبيرة من الماء بجانب بعض المعادن، مثل: فالكلى تُخرِج الماء بجانب هذه المعادن من الجسم، ما يُفضِي إلى خلل مستوياتها في الدم. هذه المعادن ضرورية للغاية في تنظيم وظائف الجسم، بما في ذلك النوم، فالمغنيسيوم على سبيل المثال، يُساعِد على الاسترخاء، وتخفيف التوتر، وإطالة أمد النوم، ولذا فعند انخفاض أو اضطراب مستوياته، أو غيره من المعادن، يُتوقَّع أن يُعانِي الإنسان أرقًا. اقرأ أيضًاكنظام الكيتو دايت: فوائده وأضراره والأطعمة والمشروبات المسموحة تتكسَّر الكربوهيدرات إلى غلوكوز داخل الجسم، والغلوكوز هو الوقود المُفضَّل للدماغ. يعتمد نظام الكيتو على تقليل الكربوهيدرات، ومِنْ ثَمَّ تنشط سلسلة أخرى من التفاعلات والآليات؛ لإعلامك بحاجتك إلى الغلوكوز، وهذا قد يبرز في الرغبة الشديدة لتناول الكربوهيدرات، أو الأطعمة المليئة بالسكريات؛ إذ سُرعان ما تُطلِق الغلوكوز في الدم. وهذه الرغبة الشديدة تجاه الكربوهيدرات، قد يصحبها أعراضٌ أخرى، مثل: الشعور بخمول أو ضعف، أو الأرق؛ إذ ما زال الجسم يتأقلم مع استخدام الدهون مصدرًا للطاقة، بدلًا من الكربوهيدرات. يُعانِي كثيرٌ من الناس اضطرابات هضمية إثر بدء حمية الكيتو، مثل: أيضًا، فإنّ تقليل تناول الحبوب، الفواكه والخضراوات، يضرّ ميكروبات الأمعاء الصديقة، ما يُعزِّز اضطرابات الجهاز الهضمي، والتي قد تكون سببًا وراء أرق الكيتو. ثمّة بعض العادات التي قد تزيد أرق الكيتو، مثل: لذا تأكَّد من التعامل مع أي مشكلةٍ صحيةٍ تُعانِيها أولًا، فقد تكون السر وراء تفاقم الأرق لديك بعد بدء حمية الكيتو. قد يُؤدِّي تناول طعامٍ ذي سعراتٍ حرارية قليلة، حال التقيُّد بحمية الكيتو، إلى مباغتة آلام الجوع لك خلال الليل، بل قد تُوقِظك من النوم لتناول وجبةٍ خفيفة، وهذا لا يستمر فترةً طويلة، بل تكون استجابة الجسم مع بداية حمية الكيتو، بصفته رد فعل تجاه التغيُّر المفاجئ في العادات الغذائية. مع مرور الوقت، يشعر معظم الناس بالشبع بالاستمرار على حمية الكيتو، وحتى ذلك الحين إن باغتك الجوع، فلا تتناول السكريات، أو أي شيءٍ مُحتوٍ على الكافيين، كما ينبغي الحرص على شرب الماء باستمرار، فقد تساعد في تفادي آلام الجوع، ومِنْ ثَمَّ النوم. قد يستمر أرق الكيتو عمومًا 3 - 4 أسابيع، إذ ما تُرك دون علاجٍ أو تعاملٍ معه بأنسب طريقة، لكن تأكّد أنّه ما إن يتأقلم الجسم مع النظام الغذائي الجديد، فإنّ النوم يصير أفضل من ذي قبل. اقرأ أيضًا:رجيم التمر واللبن.. طريقك السريع لخسارة الوزن ما دام الأرق ليس له علاقةٌ بمشكلةٍ صحية يُعانِيها الرجل، فقد تساعدك الطرق الآتية في تجاوز عقبة أرق الكيتو، والاستمتاع بنظامٍ غذائيٍ يُخلِّصك من الوزن الزائد: سبق أن علمتَ أنّ نقص بعض العناصر الغذائية "المعادن" من أسباب أرق الكيتو، فالقيود صارمة بشأن تناول الفواكه وبعض أنواع الخضراوات في نظام الكيتو، ومِنْ ثَمَّ فقد تُواجِه صعوبةً في الحصول على الألياف، المعادن، والفيتامينات الضرورية للجسم. لذا يُمكِن إضافة بعض الأطعمة إلى نظامك الغذائي؛ لتعويض العناصر الغذائية المفقودة، مثل: وقد يُنصَح بالحصول على المغنيسيوم من المُكمِّلات الغذائية؛ لتعويض نقصه، أو الحصول على مكملات مساعدة على النوم، مثل: مكملات الميلاتونين، لكنّ ذلك مرهونٌ بموافقة الطبيب أولًا. ما دُمتَ تُواجِه مشقّة في النوم خلال الليل، زِدْ نشاطك البدني خلال اليوم بممارسة التمارين الرياضية، فذلك يُساعِد على النوم دون مشكلات خلال الليل، فقد ربطت الأبحاث بين النشاط البدني وجودة النوم، إضافةً إلى تخفيفها التوتر والقلق. ربّما ترتكب عادات خاطئة قبل النوم، وهي ما يعيق نومك، أو يُوقِظك خلال الليل، ولذا يُفضَّل اتِّباع النصائح الآتية للحصول على نومٍ صحي خالٍ من الأرق:
مشاركة :