أحزنني خبر رحيل الزميل هاني نقشبندي. زاملته منذ بدايات عمله الصحافي في التسعينيات. تولى الزميل الراحل مواقع قيادية في الصحافة. وأصدر سلسلة من الروايات، ليتوج مسيرته بالعمل التلفزيوني. من وقت إلى آخر كنت ألتقي الراحل وزملاء آخرين في دبي. تقاطعت دروبنا أنا وهاني ومجموعة من الزملاء والأصدقاء بينهم مفيد النويصر وعمر الأنصاري وتركي الدخيل وعبدالله القبيع وعمر المضواحي .. في محطات العمل الإعلامي المتنوعة. كنا نعمل في جدة، حيث مبنى الشركة السعودية للأبحاث والنشر التي عززت مكانتها عربيا وعالميا وواصلت نجاحاتها بوصفها مجموعة إعلامية عملاقة. لاحقا أكملنا العمل في الرياض. زملاء كبار احتضنتهم مباني الشركة في جدة والرياض ولندن. كانت بيئة العمل جميلة ومحفزة. إذ استقطبت المجموعة ولا تزال خيرة شباب الوطن وبناته. كما استوعبت خيرة الصحافيين والكتاب العرب أمثال أحمد بهاء الدين والطيب صالح وآخرين. قبل بضعة أسابيع تلقيت اتصالا من هاني يشاركني رغبته في مقابلة شخصية معروفة عبر برنامجه التلفزيوني، بدأنا التخطيط للفكرة التي كان من المفترض أن تتم خلال هذا الشهر. للأسف لم يسعفنا القدر. حبر الصحافة في المجموعة كان ولا يزال يصوغ محتوى متميزا ورائدا من خلال مطبوعات عدة بينها "الشرق الأوسط" و"المجلة" و"الاقتصادية" و"الرياضية" و"سيدتي" و"الرجل"، ومطبوعات أخرى بعضها صدر مؤقتا مثل ملحق الظهيرة الذي صدر عن الشرق الأوسط لتغطية مجريات احتلال وتحرير الكويت. كان الزميل الأنيق هاني نقشبندي صفحة مليئة بالتفاصيل المبهجة، والإنجازات المتميزة. واتسمت تجربته بالهدوء. وحتى رحيله جاء بمنتهى الهدوء. هنا أجدها فرصة سانحة للدعوة إلى توثيق مسيرة المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، وربما يتصدى لهذه المهمة القياديون الكبار الذين مروا بها وعلى الأخص عثمان العمير وعبدالرحمن الراشد. سبق أن أصدر المرحوم فاروق لقمان كتابا يرصد بدايات الشركة. كان ذلك في نهاية التسعينيات.
مشاركة :