الثمانيني طرشي.. حارس التراث الألمعي ومرشده

  • 3/14/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كان الثمانيني طرشي محمد الصغير من أوائل الذين حملوا الهمة على إعادة تأهيل قرية "رجال" بمحافظة رجال ألمع، عندما نادى المنادي عام 1405 ه لإحياء تلك القرية التي تهدمت قصورها آنذاك، فشمر عن ساعديه وهو بعمر الستين في حينها وأمضى ما يقارب العشرين عاما في البناء والتأهيل، رمم خلالها 30 قصراً كادت أن تندثر لتعود الحياة في تلك القرية وهي ممتزجة بعرق جبين الأوفياء. ولم يكتف بكونه اليد البانية والمرجع الحقيقي لكل حجر مصفوف ومشيد، بل كان المرشد السياحي الذي يستقبل زوار القرية في بدايات سنواتها ما بعد التأهيل، ليتحدث عن تفاصيل البناء وما تحتويه تلك القصور العامرة مع تقديم نماذج من الأهازيج التي تحمل ذاكرته ألواناً متعددة لإنسان تلك المحافظة. وعقب ذلك استمر عشقه للتراث فشيد لنفسه متحفاً خاصاً، وكتب بالحجر على مدخله عبارة "رب همة أحيت أمة" استغرقت كتابتها أسبوعين. وقال الثمانيني طرشي في حديثه ل"الرياض": "إن هذه المقولة تنطبق على أهالي رجال ألمع فهمتهم أحيت قريتهم". وها هو يعيش الآن وسط متحفه المقابل لقرية رجال بعد مسيرة سنوات من العمر تعددت فيها مهماته منذ سن الشباب الذي عمل في بداياته مع والده في التجارة لمدة عشرين عاماً، بعدها تاجر منفرداً باللحف وجميع أنواع الحزم وتجارة التوابل والعطورات والأصباغ، ثم أصبح سائق أجرة يتنقل من حدود اليمن إلى الطائف ومكة المكرمة وعسير، إلى أن أصبح مشيداً للبناء وحارساً للتراث ومرشداً له. العم طرشي وإن كان يرى أن دوره هذا من باب الانتماء للمكان وما تمليه الوطنية من الحفاظ على بقايا الأمس، إلا أننا نرى نحن أنه يستحق تكريماً خاصاً يوازيه وسنوات عمره التي أمضاها ولا يزال في خدمة تراث المنطقة.

مشاركة :