كبار السن ماضي وحاضر ومستقبل المجتمعات

  • 9/28/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لكل مجتمع قِيَم ومُثُل تُمَيزه كمجتمع وتفصله عن باقي المجتمعات، وبعض القيم تُعتبر من المسلّمات أو الثوابت والأسس، يدين بها كل مجتمعات العالم باختلاف دياناتها ومعتقداتها وأعرافها، وهي كالتعاليم الدينية؛ حيث لا يجب المساس بها أو محاولة تعديلها وهي القيم الأخلاقية؛ حيث لا تستقيم المجتمعات دونها طالما أنها حادت عن مكارم الأخلاق. إن الدعاوى الهدامة للأخلاق والتي نادى بها بعض شذاذ الآفاق والتي تدعو إلى التخلص ممن كان لهم الفضل في بناء الأوطان والمجتمعات والذين وضعوا حجر أساس هذه الأمة؛ ألا وهم كبار السن؛ لهي جريمة أخلاقية تتنافى مع كل ما هو إنساني أو أخلاقي أو ديني، هل هكذا يكون رد الجميل للذين قدموا أرواحهم فداءً لهذا الوطن، هل هذا عرفان منا واعتراف بصنيعهم؟ المجتمعات في كل أنحاء العالم تبحث عن الأصالة والجذور، فبدلًا من البحث عن تأمين سبل الحياة الكريمة والرفاهية وحفظ الحقوق الشرعية والنظامية والاجتماعية والمعنوية لكبار السن؛ نعود إلى عهود الجاهلية الأولى ونقوم بوأد كبار السن وتوزيع أعضائهم على المحتاجين من الشباب!! وذلك لقيام هذه الفئة باستنزاف الموارد الاقتصادية وهي حجج واهية لا ترتقي لمستوى الإنسانية.. والسؤال هو: مَن كان وراء هذه الموارد؟ من الذي زرع ونقب وشيد وصنع؟ أين الرعاية الصحية لكبار السن التي كفلتها الحقوق المدنية والشرعية؟ نحن كمسلمين هل نادت تعاليم ديننا الحنيف بقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق. إنه لجدير بنا الأخذ بعين الاعتبار التجارب العظيمة لكبار السن أصحاب الخبرات المتراكمة والتي أنارت دربنا والتي يجب العمل عليها وتطويرها بما يتواكب مع تطلعات عصرنا الحالي؛ وذلك لاعتقاد بعض أفراد المجتمع بأن تقدم السن عند البعض يعني التقليل من قيمتهم ومكانتهم ودورهم في المجتمع؛ في حين أن دور المسن في المجتمع -وإن تقدم به العمر- يتنوع؛ فهو يمكن أن يساهم في مجال العمل التطوعي كما يساهم في نقل الخبرات والمعرفة للأجيال اللاحقة، كما يقدم الاستشارات والنصائح والحلول من خلال الخبرة التي اكتسبها طوال حياته، كما أنه قد يتفوق على غيره في كثير من مقاييس الأداء الوظيفي. ختامًا: يجب على مؤسسات المجتمع المدني والهيئات الإنسانية والمؤسسات التربوية والتعليمية، مناهضة مثل هذه الظواهر والدعاوى الباطلة واجتثاثها من جذورها لأنها لا تمت للأخلاق بصلة والتي تنادي بالتخلص من الذين كانوا أساس هذه الأمة من علمائها ومعلميها، كما يجب عليها حماية النشء من هذا الأسلوب التربوي المنافي للقيم والعادات والتقاليد الأصيلة. ونبذ هذا السلوك الإنساني غير الأخلاقي.

مشاركة :