خرجت القائمة الأولية للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، وكالعادة خرجت معها ردود الأفعال الإعلامية والجماهيرية المختلفة، التي تتنفس في كثير من طرحها المعرفة والفلسفة. لستُ رافضاً للتعددية في الآراء فهي مناخ صحي وطبيعي ويحدث في كل الدول، لكني استغرب تلك الحساسية المُفرطة تجاه كل قضية رياضية حتى والأمور بخير. أولاً: قرار تشكيلة المنتخب وعلى لسان المتحدث الرسمي للاتحاد الأستاذ عدنان المعيبد، وضحت أننا قوم نطير في العجة كونه قرارا أوليا، بينما التشكيلة النهائية ربما ترى النور اليوم أو غداً على الأكثر. ثانياً: هناك إجماع على الأسماء المٰختارة، ووجود خلاف حول اسم واحد أو حتى اثنين لا يستحق كل ذلك التقصي والبحث والتندر والبحث في كل شيء، واستحداث أسباب من المريخ، فقد عشنا تاريخاً لمدربين كنّا نختلف معهم في كل شيء تقريباً. ثالثاً: الأسماء التي بدأت التصفيات معروفة والاستقرار عليها في هذا التوقيت لانسجامها وتناغمها مطلب، وتبقى زيادة اسم أو اثنين لتميزها أو لحاجة الفريق لها قرار فني صرف يملكه المدرب وحده وحسب الحاجة مع ملاحظة، أن الحديث والتصفيات تلفظ أنفاسها عن ذلك يُعد رأيا ناقصا ولا طائل من عرضه. رابعاً: من الواضح أن الحديث أجوف فقد بدأ بالتشكيلة ثم انحرف إلى استقرار المدرب في المملكة مع معرفة الغالبية بأن السيد مارفيك وغيره من المدربين الكبار يعتمدون في عقودهم على شروط ومتى ارتضاها الطرفان فليس لأحد أن يعترض. إن إبقاء المدرب لأجهزته الفنية المساعدة وعرضها التقارير ومناقشتها يُعد أمرا مُتبعاً مع كثير من المنتخبات وما اعتراض بعض على كل ذلك، وفي هذا التوقيت المُتأخر وفي ظل تسيد الأخضر للمشهد في مجموعته وامتلاكه فرصا مباشرة وواضحة سوى تسويق شخصي. لقد أكدت قضية تشكيلة المنتخب الأخيرة وأخذها إلى قضايا جانبية كبقاء مارفيك في المملكة ومثلها بعض القضايا الأخرى المفتعلة إعلامياً ضعف بعض الإعلام المحلي، وانسياقه مع بعض الآراء الإعلامية الموجهة وعدم تفهمه لمرحلة المصلحة العامة التي يجب تغليبها على كل المصالح الأخرى. قوة الإعلام المحلي التي يتشدق بها بعض كانت متوافرة في فترات كثيرة، لكنها تراجعت أسوة بما يحدث في الرياضة المحلية بل إنها أصبحت أكثر ضعفاً وخير شاهد ما يدور في المنابرالإعلامية من صراخ وخروج عن الذوق والاقتناع بفكرة عامة والركض خلفها دون تمحيص ومراجعة. احمدوا ربكم أن قبل بكم مارفيك الهولندي بعد أن بقيتم في الظل أشهرا دون جهاز تدريبي لأسباب مختلفة ليس من بينها بالتأكيد التدخل في عمله.
مشاركة :