أكد تحليل علمي وجود علاقة وثيقة بين تلوث الهواء ومقاومة المضادات الحيوية عند الإنسان، جاء ذلك في تقرير موسع نشرته مجلة «لانسيت» العلمية تناول أكثر من 100 دولة وراقب بيانات نحو 11 مليون إنسان في تلك الدول. وجد الباحثون أن المستويات العالية من تلوث الهواء ارتبطت بمعدلات مرتفعة من مقاومة المضادات الحيوية التي تهدد صحة وحياة المرضى. التحليل العلمي الذي ركز على التعرض للجزيئات السامة في الهواء وأثرها على الرئتين، أشار إلى أن التغييرات البيئية الناجمة عن الحرارة والرطوبة يمكن أن تسهل تكاثر الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية. يقول استشاري الأمراض الصدرية والعناية المشددة الدكتور مازن زويهد إن هذه هي أول دراسة كبيرة تثبت العلاقة بين تلوث الهواء ومقاومة الجراثيم للمضادات، مشيرا أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية يؤدي إلى تطور جراثيم قادرة على مقاومة هذه المضادات. والكثير من المرضى الذين يعانون من التهاب في القصبة الهوائية يستخدمون المضادات بوصفة من الدكتور أو بدونها وهو أمر خاطئ. ومعظم الالتهابات التي تصيب الأجهزة التنفسية العلوية هي التهابات فيروسية وليست بحاجة إلى المضادات، ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، ابتكر الباحثون نموذجاً للبحث في مستويات تلوث الهواء بجزيئات دقيقة تسمى «PM2.5»، ومستويات مقاومة المضادات الحيوية في 166 دولة. واكتشفت الدراسة وجود علاقة بين المستويات العالية لتلوث الهواء بجزيئات «PM2.5» والمستويات العالية من مقاومة المضادات الحيوية التي أصبحت أقوى وأشرس بمرور الوقت.
مشاركة :