أكد رؤساء شركات ومسؤولون تنفيذيون بقطاع الطاقة، الدور البارز للإمارات في اتخاذ خطوات طموحة لتحقيق الحياد المناخي، وتسريع نطاق خفض الانبعاثات، لاسيما مع استعداد الإمارات لاستضافة «كوب 28» العام الحالي، مشيرين إلى أهمية زيادة الاستثمارات بقطاعات الطاقة النظيفة وتقنيات الهيدروجين والتقاط الكربون وتخزينه، والحد من الانبعاثات بقطاع الطاقة، وزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتطوير آليات التمويل المناخي. وأوضحوا أن الاستثمارات في تقنيات التقاط الكربون وتخزينه، سيكون لها دور مهم في الحد من تداعيات تغير المناخ. وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، على هامش مشاركتهم في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2023»، إن الفترة الحالية تتطلب مزيداً من التعاون والتنسيق بين أطراف قطاع الطاقة، بجانب المنتجين وكبار المستهلكين من القطاعات الاقتصادية لدعم الجهود العالمية لخفض الانبعاثات ومواجهة تحديات المناخ، وبحث سبل وتطوير حلول عملية لتحقيق انتقال منظم ومسؤول بقطاع الطاقة. احتجاز الكربون وقال هوغو ديكغراف، المدير التنفيذي للتكنولوجيا في شركة فينترسال ديا الألمانيّة إن الإمارات تسهم بدور بارز في دعم الجهود العالمية لخفض الانبعاثات، مع تبني الحلول التكنولوجية النظيفة والاستثمار في التقنيات النظيفة، مؤكداً أهمية استضافة الإمارات لمؤتمر «كوب 28» في تعزيز العمل المناخي. وأوضح أن الاستثمارات في تقنيات التقاط الكربون وتخزينه سيكون لها دور مهم في الحد من تداعيات تغير المناخ. ولفت إلى اهتمام «فينترسال دِيا» بالتعاون مع الإمارات في الاستثمار بمشاريع احتجاز الكربون وتخزينه، ومشاريع الهيدروجين، في ظل توافر فرص استثمارية واعدة بالقطاع. وأكد أن «فينترسال دِيا» تعد اليوم إحدى الشركات المستقلة الرائدة في مجال الغاز والنفط في أوروبا، وتخطط حاليّاً لبناء محفظة عالمية خاصّة بإدارة الكربون يمكنها أن تخفض ما بين 20 إلى 30 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويّاً بحلول عام 2040. وأكدت هوغو ديكغراف، المدير التنفيذي للتكنولوجيا في «فينترسال ديا»، أن الشركة تستهدف توسيع محفظتها الاستثمارية الخاصّة باحتجاز الكربون وتخزينه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الفترة المقبلة. تقنيات مبتكرة بدوره، أكد المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «حديد الإمارات أركان» اهتمام المجموعة بتبني التقنيات المبتكرة، وتعزيز أطر التعاون مع شركائها لدعم خريطة الطريق الطموحة لإزالة الكربون، موضحاً أن الشركة تركز على تعزيز مساهمتنا في إزالة الكربون من قطاع الحديد ومواد البناء، وبناء المرونة في سلاسل التوريد الصناعية، بما يتماشى مع المبادرة الاستراتيجية للدولة لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. وأشار الرميثي إلى أهمية «أديبك» في تعزيز الحوار العالمي فيما يتعلق بتسريع وتيرة خفض الانبعاثات، ومناقشة التقنيات منخفضة الكربون، والدور الأساسي الذي يلعبه قطاع النفط والغاز في تسريع وتيرة التحول من الوقود الأحفوري إلى أشكال الطاقة الأنظف. وتحرص «حديد الإمارات أركان» على دعم وتوظيف الابتكار عبر مختلف منتجاتها وتعزيز مكانتها العالمية في مجال الاستدامة، من خلال طرح منتجات مبتكرة منخفضة الكربون تهدف إلى تقليل استهلاك الصلب في عمليات البناء، ويمكن لمنتج حديد التسليح ES600، وهو الأول بين العديد من منتجات الشركة قيد الإنتاج، أن يقلل من كميات الحديد بنسبة تراوح بين 18 و24%، وفقاً لحجم المشروع. وأشار إلى تركيز المجموعة على تزويد منتجات الحديد فائقة الجودة للعديد من مشاريع الطاقة حول العالم، موضحاً أن نحو 20% من إجمالي مبيعات المقاطع الإنشائية والألواح الارتكازية من خلال 31 مشروعاً خاصاً تركزت بمجال الطاقة في 13 دولة خلال العام الماضي، ومنها على سبيل المثال مشروع التوسعة لمنشأة بروج الرابعة «بروج 4» في مجمع الشركة لإنتاج البولي أوليفينات في الرويس بأبوظبي، ومشروعي إنبي وويسون أرامكو في السعودية. وتلتزم «حديد الإمارات أركان» بخفض انبعاثات الكربون بنسبة 40% بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، ولتحقيق ذلك، تعمل المجموعة على تسخير الابتكار عبر كامل محفظة منتجاتها، والحد بشكل فعال من البصمة المناخية والبيئية لقطاع الحديد ومواد البناء، كما تسهم المجموعة بشكل فاعل في سلسلة من المبادرات والمشاريع، أبرزها مجمع متكامل لإنتاج الحديد منخفض الانبعاثات الكربونية في أبوظبي والذي يجمع بين التقنيات المتقدمة والعمليات التشغيلية منخفضة الانبعاثات. عمليات الإنتاج تستخدم مجموعة «حديد الإمارات أركان» في عمليات إنتاجها كميات أقل من الكربون مقارنة بمنافسيها. وفي عام 2022، نجحت في تخفيض كثافة الطاقة وكثافة الانبعاثات الكربونية عبر وحدات إنتاج الصلب، وذلك باستخدام 80% من مصادر الكهرباء النظيفة واحتجاز الكربون، واستخدام خردة الحديد كمواد أولية في الإنتاج.
مشاركة :