النيجر فوق رمال متحركة.. 3 تحديات ترسم المستقبل

  • 10/3/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد 70 يوما تقريبا، على الانقلاب العسكري في النيجر، يواجه القادة العسكريون، تحديات تثبيت أركان النظام الجديد، وفي المقدمة «تحدي الإرهاب»، بعد أن ضرب البلاد هجوما إرهابيا معقّدا، فجر اليوم الثلاثاء، وهو الأكثر دموية منذ الانقلاب الذي أطاح بالرئيس النيجري محمد بازوم، في 26 يوليو/ تمّوز الماضي، وأسفر الهجوم الإرهابي عن مقتل 29 جنديا من قوات الأمن. وأشارت وزارة الدفاع بالنيجر، في بيان بثّه التلفزيون الوطني، صباح اليوم الثلاثاء، ونشرته وكالات الأنباء العالمية، إلى أنّ «مفرزة من قوات الأمن تعرّضت شمال غرب تاباتول لهجوم معقّد نفّذه أكثر من مئة إرهابي وتمّ خلاله استخدام عبوات ناسفة وعربات انتحارية». وتنشط جماعات بالمنطقة تابعة لتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، وتشن هجمات متكررة على الجنود والمدنيين. مواجهة الهجمات الإرهابية بينما قال الجنرال عبد الرحمن تياني، رئيس المجلس العسكري الحاكم في النيجر، في مقابلة مع التلفزيون الوطني باللغتين المحليتين، ونشرتها صحيفة  لوبينيون الفرنسية: «لقد قال الفرنسيون إنهم أتوا لاجتثاث الارهاب.. لم يفشلوا في طرد الإرهابيين فحسب، وإنما ازداد عدد الإرهابيين. وعزا تياني الانقلاب العسكري في 26 يوليو / تموز الماضي، إلى «الهجمات الإرهابية»، موضحا أن «البلاد كانت مهددة بالزوال يوما ما، لذا قررنا اتخاذ الإجراءات لأن الأفراد -في نظام الرئيس المعزول محمد بازوم- لم ينصتوا إلى مستشاريهم العسكريين». وترى صحيفة واشنطن بوست الأميركية، أن النيجر تعيش «فوق رمال متحركة» عقب الانقلاب العسكري، بسبب موجات متلاحقة من التحديات، وأخطرها مواجهة الجماعات «الجهادية» من المتطرفين الإرهابيين. وقبل 4 أيام، قتل 12 جندياً على الأقل في هجوم مسلح وقع على بعد نحو 190 كيلومترا من العاصمة نيامي بالقرب من منطقة الحدود الثلاثية لمالي وبوركينا فاسو والنيجر التي كانت مركزا لنشاط الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل في السنوات القليلة الماضية..وفي منتصف أغسطس/آب الماضي، قتل 17 جنديا على الأقل في هجوم آخر بجنوب غرب النيجر. عودة التهديد بالتدخل العسكري والتحدي الثاني في مواجهة المجلس العسكري الحاكم في النيجر، لا زال قائما من خلال التهديد بالتدخل العسكري، وصدر التهديد الأخير من كوت ديفوار ، عضو المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا «إيكواس»، التي فرضت عقوبات قاسية على نيامي جرّاء الانقلاب؛ حيث قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإيفوارية، أمادو كوليبالي، قيل يومين، إن خيار التدخل العسكريما يزال مطروحا على الطاولة، وستلتزم بلاده بالقرارات المتَّخذة بشكل جماعي من هيئة المجموعة، بحسب رويترز. بينما يرى خبير عسكري بريطاني، أدموند لاررند، أن خيار التدخل العسكري أصبح مستبعدا حاليا، بسبب الظروف الداخلية الصعبة لدول مجموعة «إيكواس».. وأضاف لصحيفة «إل موندو ديبورتيفو»، وهناك أيضا  عائق آخر امام التدخل العسكري، وهو الخاص بكل من ېنيجيريا وغانا، اللتين من المفترض أن تقودا التدخل في النيجر، وهما تواجهان تحديات داخلية قوية.. مشيرا إلى أن مصير التحديات التي تواجهها النيجر سوف تحدد بدورها مصير مستقبل البلاد. تحدي حل الأزمة سياسيا ورغم عودة الحديث عن حل أزمة النيجر  سياسيا، بعد أن ذكر التلفزيون الجزائري، أمس الإثنين، أن النيجر قبلت عرض الجزائر للوساطة بهدف المساعدة في حل أزمتها السياسية. واقترحت الجزائر، التي تجمعها حدود مع النيجر، مبادرة تتضمن فترة انتقالية مدتها ستة أشهر بقيادة  شخصية مدنية، والتأكيد على أن محمد بازوم الرئيس الشرعي للبلاد والدعوة إلى تمكينه استئناف مهامه، بحسب صحيفة الخبر الجزائرية.. إلا أن المجلس العسكري الحاكم في النيجر، أكد مساء  أمس الإثنين، بأنّ مدّة الفترة الانتقالية لا يحدّدها إلا «منتدى وطني شامل»، وذلك بعد الاعنراض على «فكرة» استعادة الرئيس المخلوع لمنصب رئاسة الدولة ضمن المبادرة الجزائرية.

مشاركة :