كتاب – المستقبل – إعداد وإشراف – الدكتورة – إيمان حماد الحماد

  • 10/3/2023
  • 23:34
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

وهكذا الحال في جميع الأحوال. أعتكفُ في منزلي بيني وبين مهجتي ، حان وقت مواجعي ، لم تعد تسليني تلك الكُتب ، لم يعد يرويني الماء العذب ، أرى حالتي التي تشبه الاحتضار ، لم تعد الشمس ذات أهمية بالنسبة لي ، فشمسي الحقيقية قد غربت منذ زمن ، لم يعد مكاني يسعني ، لم يعد زماني يخبئني ، لم تعد العزلة مُرضية ، لم يعد الجسد يحتمل ثقله ، كما لو أنني مسافرة عبر زمن لا زمان فيه ، والآن ماذا أكتبُ عن عينين قد متُ غرقا بِها ، وكأنها بحارا تروي نيراني ، ونيران لا تمتلك القدرة على الاشتعال ، أرى حالة شمعتي الذابلة ، وحال تلفازي المهجور ، وحال أوراقي المتهالكة ، وحال كتبي المتناثرة ، وحال قلمي الذي جف حبره ، وحال مائي الذي غزاه الذباب ، وحال سريري ذو الخشب البالي ، وحال ستائري الممزقة ، وأرى نافذتي البخيلة التي لا تستقبل النسمات ، ثم التفت إلى انعكاس مرآتي لأراني ، ولكنني سأكتفي بقول أنني جميع ما سبق .. ، ولكنني هدأتُ بعد ذلك ، و ضمّدتُ جراحي ، وجعلتُ منّي ملاذا لي ، وطبطبتُ على قلبي.. ،ولملمتُ شتات أيّامي ، بمفردي نعم بمفردي.. ، لا تتعجب! كنت أنتظر أن تنتشلني الحياة ، أن تُنسيني ما آسيتُه فيها ، لقد تأملتُ كثيراً ، ثم أيقنتُ أنه كان عليّ أن أقف بجانبي ! ‏منذ البداية ، والان أنا سوف أمضي مع الحياة ولكن الأيام ستمضي بدوني ، وسيبقى مُر الأيام ، بلا نسيان ، وستشفى الجروح ، ولكن سيبقى ألمها ليذكرني بها ، فليس هناك دواء لأنين الذكريات. للتواصل مع الكاتبة @5culvv /

مشاركة :