أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة استشهاد البطلين، زايد علي الكعبي، ومحمد عبيد الحمودي، من جنودها البواسل، ضمن قواتها المشاركة في عملية إعادة الأمل، مع قوات التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، للوقوف مع الشرعية في اليمن. وتقدمت القيادة العامة للقوات المسلحة بتعازيها ومواساتها إلى ذوي الشهيدين، سائلة الله عزّ وجلّ أن يسكنهما فسيح جناته، ويتغمدهما بواسع رحمته. فيما أكدت أسرتا الشهيدين فخرهما واعتزازهما بنيل ابنيهما الشهادة، في سبيل رفعة الوطن الغالي، ودفاعاً عن كلمة الحق والشرعية. والدة الشهيد الكعبي: أنا لا أبكي على فراق ابني، إنما أبكي شوقاً إليه. شقيق الشهيد الحمودي: حينما قدم أخي روحه فداء للوطن ضرب أروع الأمثلة للتضحية. وتلقت والدة الشهيد الرائد زايد علي الكعبي (سعادة سالم زايد)، خبر استشهاد ابنها بروح صابرة مؤمنة، وبرباطة جأش صلبة، إذ كانت تنتظر اتصاله، هو وشقيقه الذي كان معه في مهمتهما الوطنية، ودأبا بشكل يومي كل صباح على الاتصال بها، والاطمئنان على صحتها، إلا أنها وتحديداً في اليوم الذي فُقدت فيه طائرة ابنها زايد، كانت بانتظار اتصاله، وهي في حالة ترقب وتوجس. واعتبرت أن استشهاد ابنها فداء لتراب الوطن الغالي زادها إصراراً على أن يكمل شقيقه تأدية واجبه الوطني، مؤكدة أنها على استعداد لترسل جميع أبنائها، في سبيل الذود عن هذا الوطن، الذي لم يبخل على أبنائه بالغالي والنفيس، وأنها صابرة ومحتسبة كبقية أمهات الشهداء اللواتي ربط الله على قلوبهن بالصبر والسلوان، كونهن مؤمنات بمكانة أبنائهن الشهداء في أعلى الجنان. ولفتت إلى أن الشهيد كان يلازمها طوال الوقت ويرعاها، خصوصاً أنه كبر يتيماً دون أب، بعد أن رحل والده عن الدنيا، موضحة أن اليتم لم يزد الشهيد إلا قوة وإيماناً عميقاً، يملأ جنبات نفسه الطيبة، وعلى الرغم من زواجه إلا أنه رفض أن يبتعد عن والدته، خوفاً عليها من تدهور وضعها الصحي، ومراعاة لكبر سنها، إذ حرص على أن يكون موقع منزله قريباً من منزل والدته، ليبقى قريباً منها. وتابعت: أنا لا أبكي على فراق ابني، إنما أبكي شوقاً إليه، فالفراق مؤلم وموجع بعمق، لكن حينما يكون الهدف نبيلاً ومشرفاً وفي سبيل رفع رايات الحرية والعدل، فإن الفراق يكون أقل وطأة على النفس. من جانبه، قال شقيق الشهيد خميس الكعبي: إن شقيقه كان على تواصل دائم مع أسرته، خصوصاً والدته، فقد كان يهتم بأمرها بشكل كبير، ويراعي كبر سنها وقلقها الدائم عليه، حتى لو لم يجد فرصة للاتصال بها بسبب انشغاله، فإنه يحرص على عدم مرور اليوم دون التواصل معها بأي وسيلة. وأشار إلى أن شقيقه الشهيد متزوج، ولديه أبناء أكبرهم 11 عاماً، وهم: خليفة، وسلطان، ومحمد، وأصغرهم عبدالله (ثلاثة أعوام)، وكان الشهيد مقرباً من جميع أبنائه، إذ كان حنوناً جداً عليهم، وكان ذا خلق عالٍ، ويعرف بشخصيته الاجتماعية المحبوبة بين الناس. وقال: أخبرني شقيقي الآخر، صباح أمس، بأن طائرة زايد مفقودة، وطلب مني الصبر والدعاء، والتوجه إلى والدتي للاطمئنان عليها وإخبارها، بدلاً من وصول الشائعات إليها، وخوفاً من وقع الخبر القوي على نفسها، وحينما توجهت إليها، وجدتها على غير عادتها، إذ كانت جالسة تنتظر اتصال شقيقي زايد، متابعاً: رحم الله فقيدنا وفقيد الوطن، ورحم الشهيد الذي كان معه، وكلنا فداء لهذا الوطن. من جانبها، تلقت عائلة الشهيد الملازم أول محمد عبيد الحمودي خبر استشهاده بنفس مؤمنة راضية بقضاء الله وقدره، وقال حمدان عبيد الحمودي، شقيق الشهيد، إن شقيقه، الذي يبلغ من العمر 25 عاماً، وهو من منطقة دبا الحصن التابعة لإمارة الشارقة: حينما قدم أخي روحه فداء للوطن، ضرب أروع الأمثلة للتضحية، التي سيسطرها التاريخ. وأضاف: كان الشهيد في صغره يتمنى أن يصبح طياراً حربياً، حتى تحققت أمنيته، فقد تخرج في الكلية الجوية قبل خمسة أعوام، وحصل على المركز الثاني في دفعته، وُعرف بتميزه وطموحه، فلم يكن يهدف للنجاح فقط، بل كان يجتهد لينال أعلى الرتب. وأشار إلى أن شقيقه الشهيد يتوسط إخوته وأخواته السبعة، وهو الرابع بينهم، وكان يعرف بالهدوء والحكمة، فقد تم اختياره منذ أسبوعين للالتحاق بركب الجنود البواسل، ولم يتردد بل كان مستبشراً فرحاً، لافتاً إلى أن الشهيد الحمودي كان على اتصال دائم بأهله، ولم تكن نبرات صوته تعرف الخوف أو التراجع بل كان بكامل عزمه، على الرغم من مرور أسابيع عدة منذ سفره، وأضاف أن آخر اتصال معه كان أول من أمس، وأوصاه خلاله بالاهتمام بوالديه، والحرص على تحقيق مطالبهما. وقال عم الشهيد سلطان الحمودي إن ابن أخيه كان بمثابة ابنه، فلم يتصور الفرح الذي شعر به الشهيد، حينما علم بانضمامه إلى ركب الجنود البواسل أول مرة، الذين رسموا بدمائهم الطاهرة لوحة فنية جهادية، بها يُعلى شأن الوطن والحق، وبها تُرفع الهامات عالياً ضد أعداء الإنسانية.
مشاركة :