أغلق متظاهرون، أمس، لوقت قصير مداخل بيروت احتجاجا على قرار الحكومة اللبنانية اعتماد المطامر مجدداً لحل أزمة النفايات المستفحلة والمتراكمة منذ ثمانية أشهر، ما أدى إلى زحمة خانقة على الطرق الرئيسية، فيما قصف الجيش اللبناني بالمدفعية الثقيلة جرود عرسال وسط تحليق لطيران الاستطلاع، وأكد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عقب لقائه قائد الجيش العماد جان قهوجي أن الجيش جمع كل اللبنانيين وحيّد نفسه عن السياسة، في وقت أوضحت قيادة الجيش أن الصاروخين المضبوطين في صربيا كان للتدريب وقد أعادهما الجيش إلى الشركة الأمريكية المصنعة. وفيما هددت حملة طلعت ريحتكم بمزيد من التصعيد، أوضحت حملة حلوا عنا أن دعوتنا ومشاركتنا في الاحتجاجات جاءت بعد استفحال أركان السلطة في فسادهم ومحاصصتهم حتى بلغت الأمور مرحلة لا يمكن السكوت عنها، لافتة إلى أن الناشطين اليوم خرجوا بصدورهم العارية ليفترشوا الطرقات دون أي غطاء طائفي أو خارجي ضد سلطة فاسدة مرتهنة ومدعومة من الخارج. كالعادة، كان احتجاج الناشطين اليوم سلميا دون أي شغب أو تلويث لبيئة لبنان التي يدافعون عنها بإشعال الإطارات و غيرها. وفي هذا الإطار قال رئيس مجلس النواب نبيه بري إنّ الخطة التي أقرّها مجلس الوزراء لمعالجة أزمة النفايات هي أفضل ما أمكن التوصّل إليه، ولكن المهم أن تحزم الحكومة أمرها وتباشر في التنفيذ فوراً، خصوصاً أنّ هناك كارثة في الشارع تزيد على ثلاثمئة ألف طن من النفايات وبالتالي لا مبرر لكل الاعتراضات التي تحصل من هنا وهناك. من جهة أخرى، قال الحريري بعد لقائه قهوجي منذ 11 عاماً، في 14 آذار، طلب من الجيش أن يفتح النار على اللبنانيين، لكنه حمى اللبنانيين وساحات الحرية.. نحن شعارنا دائماً مع الجيش والقوى الأمنية اللبنانية الشرعية ومع الدولة ومؤسساتها في مواجهة أي خطر يهدد لبنان، وشعارنا هو أننا نريد الجيش في لبنان ولا نريد غيره. وتابع: أنا واثق بأن الإخوان العرب لن يتركوا لبنان، فهم طالما وقفوا إلى جانبه وساعدوه في السراء والضراء، وأتمنى أن تكون الأمور مستقبلا أفضل، وهذا مسعى ، نحن السياسيين ، علينا أن نقوم به، خصوصا أمام هذه العاصفة التي نواجهها. وعما قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من أن هيمنة حزب الله على قرارات المؤسسة العسكرية أدت إلى إلغاء الهبة السعودية للجيش،أجاب: حزب اللهجزء مكون في هذا البلد، وهناك واقع سياسي على الأرض كلنا نتعامل معه والجيش أيضا يتعامل معه، موضوع حزب الله لا أريد أن أتحدث فيه هنا لأنني لا أريد انقسامات، وسبق أن أدليت بما أريد في مقابلتي الأخيرة، ولكن هناك مشكلة مع الدول العربية خصوصاً مع دول مجلس التعاون الخليجي.