تناولت الصحافة العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية جولة المحادثات الجديدة حول إقرار السلام في سوريا، التي تنعقد في جنيف يوم الاثنين. وبينما رأى بعض المعلقين أن جولة المحادثات تلك لن تحمل جديداً، حذر آخرون من النظرة التشاؤمية للمحادثات. من ناحية أخرى، تحدثت بعض الصحف أيضاً عن التفجير الذي ضرب العاصمة التركية أنقرة، مخلفاً 36 قتيلا وأكثر من 120 جريحاً. محادثات جنيف وواصلت الصحف السورية إدانة ما أسمته بـ معارضة الرياض. فقالت البعث السورية في افتتاحيتها: وفيما تواصل معارضة الرياض محاولاتها المحمومة لإفشال الجولة الثانية من الحوار قبل أن تبدأ، تنفيذاً لأجندات دول غربية وإقليمية تحاول فرض جدول أعمال وفق ما تشتهي وليس كما يرغب السوريون، وطرح شروط مسبقة. وفي السياق ذاته ، كتب أمين محمد حطيط في صحيفة الثورة السورية قائلاً إن المعارضة قامت بـ مناورات خلال الجولة الأولى من جنيف 3. وقال الكاتب: نعتقد أن جنيف 3 في جولته الجديدة قد لا يأتي بجديد يعول عليه الآن وبالتالي لن ينال دي مستورا جائزة تعيين حكومة انتقالية ولن يصادق له على ما حدد من تواريخ لأجراء انتخابات، لكن ذلك لن يكون نهاية المطاف فبعد هذه الجولة سيكون عهد آخر. ومن جانبه، كتب هاشم عبده هاشم في جريدة الرياض السعودية طارحاً عدداً من التساؤلات حول نتائج المحادثات في ضوء تصريحات المبعوث الأممي إلى سورية دي مستورا التي قال فيها إن هذه الجولة من شأنها تناول تشكيل حكومة وطنية وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية. وكتب هاشم: هل الحل السياسي الذي يتحدثون عنه بات ممكن التحقيق.. ولمَ لمْ يتم بعد تحديد أطراف التفاوض المعنية بدقة.. وبصورة مقبولة من المعارضة الممثلة للشعب.. أم أننا سنرى أطرافاً مفروضة على الجميع تجد طريقها إلى طاولة المفاوضات؟ وحذر الكاتب النظام السوري الحالي قائلا: نحن أمام عملية كسر عظم لشعب قُتل منه مئات الآلاف.. وهُجِّر الملايين.. وسوف تلاحق لعنته النظام الحالي وكل من يقود سورية إلى الجحيم وليس إلى السلام والأمان والوئام والاستقرار والوحدة. وفي الرأي الأردنية، كتب محمد خروب داعياً لنبذ النبرة التشاؤمية، قائلا: من الحصافة عدم الذهاب الى مربع التشاؤم أو نعي المفاوضات قبل أن تبدأ، بصرف النظر عن المواقف التصعيدية وعالية السقف التي يتبادلها الطرفان. تفجير أنقرة واختلفت الصحف العربية في تناولها لتفجير أنقرة بين إدانته كعمل إرهابي وإلقاء اللوم على الحكومة التركية بدعوى دعمها للإرهاب. فقد وجهت البعث السورية أصابع الاتهام للحكومة التركية، قائلة في افتتاحيتها: فيما ينشغل النظام التركي بملاحقة معارضيه، ومطاردة كل من يتجرأ على نقد أردوغان وكشف دعمه للإرهاب في سورية، هز انفجار عنيف مجدداً ساحة عامة وسط العاصمة التركية أنقرة... والانفجار هو الثاني في أقل من شهر، في دليل جديد على أن نار الإرهاب ستطال كل من دعمها أو غض الطرف عنها لإسقاط دول وحكومات لا تروق لهم. أما الراية القطرية فحملت وجهة نظر مغايرة، فوصفت التفجير بـ عمل إرهابي جبان. وحذرت الصحيفة قائلة: إن زعزعة استقرار تركيا خط أحمر لا يمكن السماح به أو التلاعب فيه وإن مثل هذه التفجيرات الإرهابية الجبانة والمستهجنة لن تزيد الشعب التركي إلا تلاحماً وتكاتفاً باعتبار أنها تستهدف هذا الشعب المسالم والمحب للديمقراطية بجميع مكوناته، بالتالي فإن على هؤلاء الإرهابيين أن يدركوا أن الشعب التركي بقياداته الواعية لن يسمح لهم بتنفيذ أجندتهم الخبيثة.
مشاركة :