افتتحت دار الآثار الإسلامية موسمها الثقافي الـ28 أمس الأول، على مسرح مركز اليرموك الثقافي بأمسية «شدو الشطآن»، التي قدمتها أقدم الفرق الشعبية والبحرية بالكويت، وهي فرقة حمد بن حسين للفنون، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة د. محمد الجسار ومجموعة كبيرة من ضيوف وجمهور دار الآثار. وقال الجسار، لـ «الجريدة»، إن «فرقة حمد بن حسين من أقدم وأشهر الفرق الشعبية بالكويت، وتشتهر في عدة فنون أهمها فن السنقني الذي نسعى إلى أن يستمر وينتقل إلى الأجيال القادمة، كما نطمح إلى أن نحافظ على هذا الفن حتى يتم تسجيله في قائمة التراث العالمي، ورغم وجوده في دول خليجية أخرى كالبحرين، لكنه بالكويت متميز أكثر، كما أن افتتاح موسم دار الآثار الثقافي بفرقة حمد بن حسين اختيار موفق، ويؤكد مكانة مركز اليرموك الثقافي الذي يعتبر أفضل مركز ثقافي بالكويت وأكثرها نشاطا وثراء فنيا وثقافيا». وقدم الأمسية رئيس ديوانية الموسيقى بدار الآثار المهندس صباح الريس بقوله: «إن افتتاح الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية بأمسية فرقة حمد بن حسين هو أحد أشكال الدعم للفرق الشعبية التي تضمحل وتحتاج إلى دعم جميع المؤسسات الثقافية والفنية بالكويت، للحفاظ على التراث الشعبي والهوية الوطنية، ولذلك كان من المهم افتتاح الموسم بعرض تراثي بحري، لتسليط الضوء على هذه الفنون الرائعة». وأضاف الريس: «كما يقدم الموسم في كل يوم أربعاء أمسيات موسيقية فنية مختلفة وغنية ومتنوعة، منها أولا: الموسيقى الشعبية التي تقدم فنون الصوت والسامري والفنون البحرية بأنواعها وفن القادري والعرضة والليوة، وثانيا: الموسيقى الكلاسيكية، وثالثا: الموسيقى العربية، ورابعا: الموسيقى الشبابية لتشجيع المواهب الجديدة على إبراز ما لديهم من قدرات فنية، فضلا عن برنامج موسيقى الشعوب بالتعاون مع السفارات الأجنبية والعربية الموجودة على أرض الكويت، والتي تقدم فرقها الخاصة عروضا على مسرح اليرموك الثقافي». واستعدت فرقة حمد بن حسين للأمسية ببرنامج فني متنوع، بمشاركة 19 عازفا ومغنيا، وضم البرنامج عرضة عميرية «يالله الوالي»، وفن سنقني، وفن خماري «بلام»، وحدادي «يالله يالمطلوب»، ومخالف «سبيبه»، وسامري صفين «البارحة واليوم»، ومجيلسي «من غير شر صايب المحبوب»، ولعبوني «ياعلي»، ومروبع «يامنيتي»، وصوت «عربي+شامي»، وردحة «الختام». وقال نائب رئيس الفرقة خالد حمد بن حسين، لـ «الجريدة»، «إن فرقة حمد بن حسين أقدم فرقة بالكويت للفنون البحرية، حيث تم إنشاؤها عام 1948، واستطاعت خلال 75 عاما تقريبا، هو عمر الفرقة، أن تستمر وتصمد في وجه رياح التغيير والتطور، وأن تحافظ على فنون البحر التي تغنى بها الصيادون منذ عصور الكويت القديمة، وحتى بعد تبدل الأحوال واختفاء هذه المهنة حرص والده مؤسس الفرقة على حفظ تلك الأغنيات والموسيقى وتعليمها له منذ الصغر، لتتسلمها الأجيال المتعاقبة، التي أحبت تلك الفنون وارتبطت بها، كما يرتبط المواطن بأرض وتراث وهوية وطنه». انسحاب تدريجي وطالب بن حسين بالمزيد من الدعم لفنون التراث الكويتي القديم، موضحا أن الفرقة منذ إنشائها نجحت في استقطاب العشرات من محبي أداء الفنون الشعبية حتى وصل عدد المشاركين فيها إلى 180 عازفا ومغنيا في السابق، أما الآن فلا يتجاوز عدد المشاركين فيها 80 فردا، ومع قلة عدد الحفلات أصبحوا ينسحبون تدريجيا إلى أقل من نصف هذا العدد، لذلك من الضروري أن تتخذ المؤسسات الثقافية والفنية في الكويت اتجاها نحو المزيد من تشجيع الفرق الشعبية، مثل مركز اليرموك الثقافي، وخاصة فرقة حمد بن حسين، لأنها الأقدم على الإطلاق في أداء الفنون البحرية، وتعتبر مصدرا مهما من مصادر تاريخ الكويت الفني الشعبي الذي يحتاج إلى توثيق ودعم وانتشار لضمان بقائه وعدم اندثاره في المستقبل. وحول جمهور الفنون البحرية بالكويت قال: «يسعدني أن الفنون الشعبية بشكل عام والبحرية على وجه الخصوص تحظى بحب وتقدير المواطن الكويتي والخليجي، وتشهد إقبالا كبيرا من الجمهور، وهو ما يتضح ما حفلنا اليوم بدار الآثار الإسلامية، فالجمهور حضر قبل موعد الحفل لضمان حجز مقاعدهم، واستمر بعد انتهاء الحفل مطالبا بأداء المزيد من الأغنيات، وتفاعل مع الموسيقى والأداء والاستعراض بحماس كبير، وما يثلج الصدر أن الجمهور من فئات عمرية وجنسيات مختلفة، وهو ما يعكس حجم التقدير للفنون الكويتية القديمة وأهمية الحفاظ عليها». فن دار الآثار الإسلامية
مشاركة :