أين ذهبت قروض المال العام

  • 3/15/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ومن الزميل الغالي، كاتبنا الاقتصادي، برجس البرجس، غفر الله له، سأنقل لكم رسالته إلى الآلاف بالأمس ثم تعليقه الساخر على الرسالة: برجس البرجس ينقل إليكم نص رسالة حرفية وردت إلى حسابه في خبر ليس من صناعته، ولكن الخبر يقول: استثمارات بـ650 مليار ريال خلال السنوات العشر القادمة في "الصناعات التحويلية" ستولد 300 ألف وظيفة للسعوديين، إن كل مليوني ريال قادرتان على توليد وظيفة واحدة. وفي تعليقه على الخبر يقول الزميل برجس البرجس: نرجو ألا نضلل الجمهور والرأي العام، فهل يمكن لهذه الصناعات التحويلية التي لا تتعدى مصانع البلاستيك وعلب الشامبو و"ترامس" الشاي أن تمنحنا 300 ألف وظيفة؟ والخلاصة الأهم أننا تعبنا من فكرة "الصناعات التحويلية" لأنها وبكل صراحة "تحويلة" إلى هدر الاقتصاد الوطني. نحن وبكل صراحة نريد من وزارات المالية والاقتصاد والصناعة والتجارة أن تعلن للجمهور ذاته والرأي العام حجم القروض التي تم منحها لأباطرة "الصناعة التحويلية" خلال العقود الثلاثة الماضية فقط، ثم بعدها نتمنى من وزارة العمل أن تتفضل مشكورة بتزويدنا بالرقم الوطني الخالص الذي استطاعت عبره تريليونات هذه القروض توظيف شبابنا في هذا القطاع الخاص. وسأعترف لكم جميعاً: لا توجد لدي رغم البحث الجاد أي أرقام مؤكدة عن خراج هذه القروض التريليونية من صلب المال الوطني العام ولا عن تأثيرها في توطين وسعودة الوظيفة. وكل ما فعلته من أجلكم من أجل الحصول على المعلومة ليس إلا الاتصال بصديق زودني بهذا الرقم المدهش، ومن فمه سأذكر لكم ما يلي: خلال العقود الأربعة الأخيرة كان حجم الإقراض من المال الوطني العام إلى هذه المصانع يقرب من 1.3 تريليون ريال، ولكن كل هذا الرقم المخيف لم يسهم سوى بأقل من 7% في الوظائف المتاحة على عقود هذه القروض. يواصل: هذا الرقم المخيف من حجم الإقراض العام إلى القطاع الخاص يسهم سنوياً في هروب ما لا يقل عن مئة مليار ريال في تحويلات العمالة الأجنبية القادمة إلى أبواب وشبابيك هذه القروض. والخلاصة فيما قاله لي رجل الأعمال والاقتصادي الضخم أن ما تبقى من الأرقام مذهل ومخيف. نحن بالفعل أهدرنا كل هذه المليارات في فكرة الإقراض لصناعات لم تأخذنا أبداً من كل هذه العقود إلى صناعة حقيقية. وفي ما تبقى من المساحة سأنقل لكم هذه المعلومة المؤكدة: أكبر خمس شركات لصناعة السيارات تفتح مصانعها اليوم في 23 دولة حول العالم وفي كل الأرقام لا تتعدى نسبة العامل الأجنبي بكل هذه الدول نسبة الـ5%. هذه هي الصناعة الحقيقية بينما نحن لا زلنا نواصل الدوران حول مشتقات البلاستيك.

مشاركة :