قال إجنازيو فيسكو محافظ البنك المركزي الإيطالي المنتهية ولايته: إن ارتفاع تكاليف الاقتراض في روما في الآونة الأخيرة أظهر أن المستثمرين يتأهبون لمزيج من ضعف النمو وارتفاع الديون. وأضاف فيسكو "من الواضح أن هناك حاجة إلى فهم سبب قلق الأسواق"، بحسب وكالة "بلومبيرج" للأنباء. وقال في تصريحات صحافية: "إنه في الأساس شعور بالقلق إزاء معدل النمو المحتمل للاقتصاد على المدى الطويل". ويتخلص المستثمرون من الديون الإيطالية بسبب تصاعد التوتر بشأن خطط الإنفاق التي وضعتها رئيسة الوزراء جورجا ميلوني إلى جانب تباطؤ النمو. وقد أدى ذلك إلى زيادة علاوة الأخطار في البلاد إلى المستويات التي أزعجت صناع السياسة في البنك المركزي الأوروبي في السابق. ودعا فيسكو، الذي سيحل محله الشهر المقبل فابيو بانيتا رئيس البنك المركزي الأوروبي، بعد قيادة البنك المركزي الإيطالي لمدة 12 عاما، ميلوني إلى إدراك أن المستثمرين الدوليين لديهم مخاوف مشروعة بشأن ارتفاع أسعار الفائدة، وارتفاع تكاليف الطاقة، والتوترات في النظام التجاري العالمي، وتسارع شيخوخة السكان في إيطاليا. وقال فيسكو: "لهذا السبب يتعين الاستجابة للأسواق بأمرين: أولا، رؤية لخطة النمو طويلة الأجل، وثانيا، العمل على المديين القصير والمتوسط فيما يتعلق بالاختلالات المالية". وفي وقت سابق، ذكر الاتحاد العام للصناعة الإيطالية "كونفيندستريا"، أن الاقتصاد كان ضعيفا في الربع الثالث، ومن غير المتوقع أن يتحسن بشكل كبير في الربع الأخير من العام الجاري. وأضاف الاتحاد في تقرير، "إضافة إلى تراجع في الأنشطة الصناعية والتجارية، هناك انتكاسة في أعمال الخدمات"، بحسب وكالة "بلومبيرج" للأنباء. وتابع الاتحاد أن "معدلات الفائدة للبنك المركزي الأوروبي آخذة في الارتفاع ويتراجع الائتمان والسيولة، وتستمر تكاليف الطاقة في النمو. كل ذلك يؤثر في الاستهلاك والاستثمار، مع تلاشي الطلب الأجنبي". وانكمش الاقتصاد الإيطالي بشكل غير متوقع، بواقع 0.3 في المائة في الربع الثاني، مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة. وفي أحدث توقعاتها بشأن الميزانية، التي تمت الموافقة عليها، في وقت سابق هذا الأسبوع، حددت الحكومة الإيطالية النمو الاقتصادي بنسبة 0.8 في المائة في 2023، وبنسبة 1.2 في المائة لـ2024. وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الإيطالي "آيستات" تراجعا جديدا في معدل تضخم أسعار المستهلك خلال سبتمبر الحالي، ليصل إلى أقل مستوى له منذ أكثر من عام ونصف، وجاء متفقا مع توقعات المحللين.
مشاركة :