خبراء: «الاحترار المناخي» زاد شدة الفيضانات عالمياً

  • 10/9/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من آسيا شرقاً إلى الولايات المتحدة غرباً مروراً بمنطقة الشرق الأوسط، وقعت غالبية قارات العالم على مدار أشهر الصيف الماضي، فريسة لموجة عاتية من الفيضانات العارمة التي نجمت عن تسارع وتيرة ظاهرة التغير المناخي وتبعاته، وأوقعت خسائر بشرية ومادية هائلة. وبحسب خبراء في المناخ، ترتبط هذه الفيضانات بذاك الارتفاع القياسي في درجات الحرارة الذي شهدته الأرض في الآونة الأخيرة، وخاصة خلال يونيو ويوليو وأغسطس من العام الحالي، وهي الأشهر التي يُعتقد أنها الأشد حراً، منذ بدء التسجيل في عام 1898. ورغم أن الحر الشديد يرتبط عادة بحدوث الجفاف واندلاع حرائق الغابات، فإن موجاته الآن أصبحت سبباً في إطلاق العنان، لهطول أمطار غزيرة في أنحاء مختلفة من العالم، ما يقود في نهاية المطاف إلى تزايد فرص وقوع الفيضانات والسيول. ومنذ مطلع 2023، بلغ عدد مرات تساقط الأمطار بمعدلات كبيرة حول العالم 139 مرة، ما أدى في ليبيا مثلاً إلى مقتل الآلاف، بعدما اجتاحت عاصفة نادرة شبيهة بالإعصار البلاد الشهر الماضي. كما لقي أكثر من مئة شخص حتفهم في مناطق مختلفة من آسيا، خلال موسم الرياح الموسمية في يوليو. وفي أثناء الصيف الماضي أيضاً، ضربت فيضانات مميتة عدداً من المدن والبلدات في شمال شرقي الولايات المتحدة، وشُلت الحركة في مدينة نيويورك قبل أيام، جراء سقوط أمطار غزيرة عليها. ويشير الخبراء إلى أن ارتفاع درجة حرارة كوكبنا بفعل تزايد انبعاثات الغازات المُسببة للاحتباس الحراري، يقود إلى أن يحمل الهواء الأكثر سخونة كميات أكبر من بخار الماء الذي يمتص الحرارة، ويحول دون خروجها من الغلاف الجوي، ما يفضي في نهاية المطاف إلى زيادة نسبة الرطوبة، وهطول أمطار غزيرة. بالإضافة إلى ذلك، تزيد سخونة مياه المحيطات في العالم تأثراً بارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي، وهو ما يؤدي بالتبعية إلى تسخين الهواء فوق سطح الماء، بما يُوَّلِد الطاقة اللازمة، لتشكل الأعاصير والعواصف الاستوائية. وفي الفترة ما بين 20 أغسطس و16 سبتمبر الماضييْن، تَشَكَّلت 10 عواصف على الأقل فوق المحيط الأطلسي، وهو أكبر عدد يُسجل في هذه الفترة من العام على الإطلاق. وتفيد بيانات مستقلة بأن العالم شهد بين عاميْ 2019 و2022، ما لا يقل عن 216 فيضاناً أو انهياراً أرضياً سنوياً، مقارنة بمتوسط سنوي، لا يزيد على 160 من الفيضانات والانهيارات، في الأعوام الأربعة السابقة لذلك. وتوقع الخبراء، في تصريحات نشرتها وكالة «بلومبرج» الأميركية للأنباء على موقعها الإلكتروني، أن يقود تواصل الاحترار العالمي وتفاقمه، إلى تزايد عدد الفيضانات، التي خلَّفَت خلال الشهور العشرة الأولى من العام الجاري 17 ألف قتيل ومفقود على الأقل.

مشاركة :