غزة - صعد الجيش الإسرائيلي من تهديداته لسكان قطاع غزة مع اقتراب عملية برية تستهدف إنهاء حكم حركة حماس على القطاع بعد عملية طوفان الأقصى التي أوقعت عددا كبيرا من القتلى الإسرائيليين في هجوم مباغت ونوعي بدعوة سكان غزة للفرار الى الحدود المصرية قبل التراجع عن ذلك بنفي الجيش الاسرائيلي وجود دعوة رسمية لتهجير الغزيين نحو الحدود المصرية. وافاد موقع "واينت" العبري اليوم الثلاثاء، عن الجيش دعوته لسكان غزة إلى "الهرب إلى مصر" رغم الحديث عن اغلاق المعبر قبل التراجع عن ذلك رسميا. ويكشف التناقض من هذه الدعوة قبل التراجع عنها نتيجة ردود الفعل المصرية القوية ان العملية البرية المتوقعة ستكون واسعة وان تدفقات السكان على الحدود سيكون كبيرا وسيتجاوز مسالة غلق المعابر فيما حذرت القاهرة من هذه الخطوة قائلة انها تهدف لتصفية القضية الفلسطينية ومنددة باطروحات لتوطين سكان غزة في سيناء وسط مخاوف من تاثير ذلك على الامن القومي المصري. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام الأجنبية، الكولونيل ريتشارد هيشت في بداية الامر "أنا على علم بأن معبر رفح بين غزة ومصر لا يزال مفتوحا". لكن الجيش الإسرائيلي اصدر اليوم الثلاثاء تعديلا لتصريح هيشت قائلا إن المعبر الحدودي بين غزة ومصر مغلق حاليا ليضيف توضيحا اخر قائلا انه "لا توجد دعوة رسمية لتوجه سكان قطاع غزة نحو الأراضي المصرية". ويرى مراقبون ان الخطوة الإسرائيلية رغم التراجع عنها تؤكد ان العملية البرية على قطاع غزة باتت وشيكة دون شك وسط توقعات بانها ستكون شاملة خاصة وان القناة 12 الإسرائيلية أكدت بان مئات الجنود عادوا من أوروبا الى الدولة العبرية للمشاركة في العمليات العسكرية ومع تاكيد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الاميركي جو بايدن بانه لا مفر من المضي في الهجوم البري. ويعتقد ان دعوة إسرائيل للمدنيين للمغادرة الى الحدود المصرية تهدف الى تغيير العلاقة المصرية المتحفظة مع التطورات الأخيرة في قطاع غزة والعمل على تصدير المعضلة للجانب المصري. وياتي الحديث عن هذه التطورات في خضم قصف طائرات الاحتلال بوابة معبر رفح بين الجانبين الفلسطيني والمصري بعد إصلاحها يوم أمس، ما تسبب ذلك في منع مغادرة ووصول المسافرين وفق وزارة الداخلية الفلسطينية. وردا على هذه الدعوات حذرت مصادر حكومية مصرية في تصريح لوسائل اعلامية محلية من دفع الفلسطينيين العزل تجاه الحدود المصرية، وتغذية بعض الأطراف لدعوات بالنزوح الجماعى. وأشارت هذه المصادر لقناة "القاهرة الاخبارية" الى "خطورة دعوات النزوح أنها كفيلة بتفريغ القطاع من سكانه وتصفية القضية الفلسطينية ذاتها فضلا عن كون السيادة المصرية ليست مستباحة". وحمل نفس المصدر "سلطة الاحتلال مسؤولية ضرورة إيجاد ممرات إنسانية لنجدة شعب غزة داعية الى ضرورة "الاستجابة لصوت العقل وإيقاف العمليات العسكرية بشكل فورى". من جانب آخر أكدت مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى أن القضية الفلسطينية الآن تشهد منعطفا هو الأخطر في تاريخها. وقالت المصادر لقناة القاهرة الإخبارية أوردته اليوم الثلاثاء، إن "هناك مخططا واضحا لخدمة أهداف الاحتلال القائمة على تصفية الأراضي الفلسطينية المحتلة من أصحاب الأرض وسكانها وإجبارهم على تركها بتخييرهم بين الموت تحت القصف الإسرائيلي أو النزوح خارج أراضيهم". وحذرت المصادر من "المخاطر المحيطة بتداعيات الأزمة الراهنة على ثوابت القضية الفلسطينية وعلى الحق الفلسطيني". وأشارت إلى أن "هناك بعض الأطراف والقوى تخدم مخطط الاحتلال وتمهد له بتقديم مبررات الأمر الواقع ، لتزكية أطروحات فاسدة تاريخيا وسياسيا سعى الاحتلال على طرحها على مدى الصراع العربي الإسرائيلي بتوطين أهالي غزة في سيناء، وهو الأمر الذي تصدت له مصر وسوف تتصدى له حيث رفضه الإجماع الشعبي الفلسطيني المتمسك بحقه وفي أرضه وأعلنته مقررات الجامعة العربية في سياقات مختلفة ، استقر هذا الأمر في الضمير العالمي بثوابت واضحة للقضية الفلسطينية التي يتم تصفيتها الآن".ومع الردود المصرية القوية خرج المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لينفي وجود خطة لتهجير اهالي غزة الى مصر قائلا " ليس هناك أي دعوة إسرائيلية للغزيين للتوجه إلى الأراضي المصرية". وتعمل مصر الى جانب قوى إقليمية اخرى مثل السعودية وتركيا على وقف التصعيد بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى والقصف الإسرائيلي الكثيف على القطاع. وبحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الاثنين، مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، مستجدات الأوضاع في قطاع غزة في أعقاب التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال اتصال بينهما وفق بيان المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي، نشره عبر صفحته الرسمية على فيسبوك. وقال المتحدث إن الجانبين بحثا "مستجدات التصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وما يشكله من خطورة كبيرة على حياة المدنيين، وتهديد لاستقرار المنطقة". وأكدا على "أهمية ضبط النفس وتغليب صوت العقل ومسار التهدئة، منعاً لتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية وخروجها عن السيطرة". وأوضح متحدث الرئاسة أنه تم التوافق خلال الاتصال على "مواصلة التنسيق بين مصر والسعودية خلال الفترة المقبلة، لتأكيد الرؤية العربية بشأن القضية الفلسطينية، وفق مرجعيات الشرعية الدولية، وهو الأمر الذى يتطلب التهدئة الفورية". وحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) "تم خلال الاتصال الاتفاق على ضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لوقف التصعيد في غزة ومحيطها ومنع اتساعه في المنطقة". وأكد ولي العهد السعودي "وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وتحقيق آماله وطموحاته وتحقيق السلام العادل والدائم"، وفق "واس".
مشاركة :